تل أبيب - العرب اليوم
يتوقع الخبراء أن يشكل محور التعاون فى مجالات الدفاع الجوى مجالا واسعا لتعميق التعاون بين واشنطن وتل أبيب خلال المرحلة القادمة بعد قيام طهران باستعراض قدراتها الصاروخية عمليا خلال الأيام الأخيرة الماضية، وهو ما أدى إلي جعل الدفاع الجوى فى صدارة مجالات التعاون الدفاعى بين إسرائيل والولايات المتحدة، التى تعتبر إسرائيل حليفا استراتيجيا لها تلتزم بأمنه وتضمن تفوقه.
وبالإضافة إلى استلام إسرائيل دفعات من المقاتلات الأمريكية المتطورة (إف 35) واعتبار إسرائيل هى المتسلم الحصرى الأول والوحيد لهذا النوع من المقاتلات فى منطقة الشرق الأوسط.. أجرى الجيش الإسرائيلى أول بيان عملى فى التاريخ على الأرض الأمريكية لمنظومة القبة الحديدية للدفاع الجوى، وهى المنظومة القادرة على التصدى للصواريخ الموجهة متوسطة وقصيرة المدى.
وكشفت المصادر الأمريكية لدورية (ديفنس نيوز) المتخصصة فى شئون الدفاع عن أن إجراء هذا الاختبار قد تم بنجاح وفى سرية تامة آواخر سبتمبر الماضى بولاية نيومكسيكو الأمريكية على محاكيات صاروخية معادية متوسطة وقصيرة المدى تستهدف الأراضى الأمريكية واستخدمت فيه منصات اطلاق من طراز (شوراد)، التى هى ثمرة تعاون بين مؤسسة جنرال ديناميكس لنظم القتال البرى ومؤسسة بوينج (أمريكيتان) من جهة وبين مؤسسة رافائيل الإسرائيلية لتكنولوجا الجو المتقدمة، التى أنتجت هذا النظام من الجهة الأخرى.. وكان نظام القبة الحديدة قد اعترض بنجاح 1500 رشقة صاروخية إبان الحرب على غزة فى خريف عام 2011.
وفى سبتمبر الماضى تكلل التعاون الدفاعى الإسرائيلى الأمريكى بوضع حجر أساس لأول قاعدة عسكرية دائمة لها فى جنوب إسرائيل، وهى قاعدة ستتواجد فيها قوات دائمة من قوات الحرس الوطنى وقوات الدفاع الصاروخى فى الجيش الأمريكى.. وهى المرة الأولى التى تمركز فيها الولايات المتحدة قوات عسكرية دائمة لها فى إسرائيل، كما سيتم فى إطار تلك القاعدة الجديدة تنفيذ برامج للتدريب المشترك بين القوات المسلحة الأمريكية والإسرائيلية حيث تقع القاعدة الأمريكية الجديدة فى نطاق منطقة قيادة الدفاع الجوى الإسرائيلى بجنوب إسرائيل لكنها برغم ذلك ستعمل بشكل مستقل فى منطقة النقب.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت قد قامت باجراء أكبر مناورة قتالية على جبهتها الشمالية فى سبتمبر الماضى تحسبا للهجمات الصاروخية لحزب الله، الذى تدعمه إيران.. وأشارت التقارير إلى أن 25 ألفا من القوات الإسرائيلية العاملة من كافة أفرع الجيش الإسرائيلى وبواقع 20 لواء مقاتل قد شاركت فى تلك المناورة التى تعد الأكبر فى تاريخ إسرائيل، كما ركزت إجراءات المناورة على أساليب حماية المدنيين فى حال تعرض شمال إسرائيل لأية اعتداءات صاروخية.