مقتل طفل في رمضان في البحيرة

انتهى الطفل "يوسف" ذو السنوات العشر من صلاة العصر، والتقط أدواته للحاق بدرسه الديني، استأذن والده في الخروج ولحقت به أمه لتودعه أمام باب المنزل وتطبع قبلة سريعة على وجنته لم تدرك أنها ستكون الأخيرة التي تلثم فيها وجه ابنها وهو دافئ نابض بالحياة.

لم تنتبه الأم إلى أن هناك، وعلى بعد أمتار قليلة منها من يكيد، وينسج الخطط الشيطانية ليحرمها من فلذة كبدها انتقامًا منها ومن زوجها، إنها جارتهم الشابة "وفاء" التي اشتعل صدرها غلًا وحقدًا تجاه أفراد الأسرة الصغيرة السعيدة، واعتبرتهم سببًا في تعاستها بعد أن اكتشفوا محاولتها لسرقة بعض محتويات منزلهم، ما ترتب عليه طلاقها.

في طريق عودته من الدرس استوقفت "يوسف" سيدة ترتدي النقاب، وطلبت منه أن يوصلها إلى محل خياطة لا تعرفه، لم يتردد الصغير، وقد تشبعت سلوكياته النبيلة التي استقاها من أسرته الطيبة ومن دروسه الدينية بقيمة مساعدة الآخرين، ولكن لم تكن هذه السيدة سوى "منال" الشقيقة الصغرى للجارة "وفاء" التي استدرجت الطفل البريء نحو منطقة نائية بجوار ترعة القرية، وهناك كانت الأخيرة تنتظره هي وشقيقتها الأخرى "نادية" فاجتمعت حوله الثلاث شقيقات وقتلنه بضربة بقطعة حديدية، وتخلصن من جثته بإلقائها في الترعة.

كان مستشفى جراحات اليوم الواحد، بوادي النطرون، استقبل، أمس الثلاثاء، الطفل "يوسف. ر. م." 10 سنوات ومقيم بقرية الطبراني، دائرة المركز جثة هامدة، وبه إصابة كدمة بالرأس وجرح قطعي بالوجه.

وبسؤال "صبحي. ك. أ." 55 سنة، فلاح، ومقيم بذات الناحية، أقرر بعثوره على جثة الطفل المذكور بإحدى الترع بالقرية المشار إليها حال قيامه بري أرضه الزراعية، واتصاله بوالد الطفل، ونقله إلى المستشفى.

وبسؤال والده "رضا. م. م." 38 سنة، حارس عقار، ومقيم بذات الناحية، أقر بخروج نجله من المنزل لحضور درس ديني، ولم يعد في الوقت المعتاد، وعثور الأول عليه.

اتهم الأب المكلوم كلًا من "وفاء. ع. ح" 30 سنة، ربة منزل، ومقيمة بذات الناحية، بالاعتداء على نجله بالضرب بعصا وإحداث إصابته التي أودت بحياته، بسبب وجود خلافات جيرة بينهما، وسابقة شروعها في سرقة بعض محتويات منزله منذ شهر تقريبًا، ما تسبب في طلاقها من زوجها "عبدالقوى. أ. ق"..

تمكن ضبّاط وحدة مباحث المركز من ضبط المتهمة التي اعترفت بارتكابها الواقعة، بالاشتراك مع شقيقتيها "منال" 25 سنة، و"نادية" 23 سنة ربتي منزل ومقيمتان بذات الناحية، إذ اتفقت مسبقًا معهما على ارتكاب الجريمة انتقامًا من والد المجني عليه المذكور إثر تسببه في طلاقها لاتهامه لها في واقعة سرقة.

وأضافت أنها في يوم الواقعة ارتدت كل من المتهمات للنقاب خشية افتضاح أمرهن، واستدرجت شقيقتها الأولى الطفل المجني عليه إلى المجرى المائي حال عودته من أحد الدروس الدينية، بخداعه وطلبها منه توصيلها إلى محل خياطة مدعية عدم علمها بمكانه، وهناك اعتدت المتهمة الأولى "وفاء" عليه بالضرب بقطعة حديدية على رأسه، وإحداث إصابته التي أودت بحياته، وألقته بالمجرى المائي بمساعدة شقيقتها الثانية، وأضافت أنها تخلصت من الأداة المستخدمة بإلقائها بذات المجرى المائي.

وضُبطت المتهمتان المذكورتان، وبمواجهتهما اعترفتا بارتكابهما الواقعة بالاشتراك مع المتهمة الأولى، وجارٍ العرض على النيابة.