غزة - العرب اليوم
تناولت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، احتمالات التوصل لتهدئة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصر والأمم المتحدة ، و وصف بعض الكتاب الهدنة المرتقبة بأنها "صفقة جانبية" لحركة حماس مع إسرائيل بهدف التفرد في القرار الفلسطيني ولن تسهم في تسريع المصالحة الفلسطينية ، وتوقعت صحف أن يتم الاتفاق بالفعل، ولكن "بمعزل عن السلطة والرئاسة الفلسطينية".
تتساءل صحيفة القدس الفلسطينية نقلًا عن "BBC" في افتتاحيتها"أية تهدئة تلك التي يتم التفاوض بشأنها؟"
وتقول إن "من غير المنطقي الحديث عن اتفاقيات إسرائيلية مع هذا الطرف الفلسطيني أو ذاك بمعزل عن الشرعيات الفلسطينية المفترضة لما يحمله ذلك من مخاطر جمة على الكل الفلسطيني، ولما يعنيه ذلك من محاولات الاحتلال و الاستفراد بهذا الطرف أو ذاك، أو محاولاته مع حليفته الكبرى واشنطن ، تمرير تسويات لا تستجيب إلى الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني تحت شعارات مختلفة، كالسلام الاقتصادي أو الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة"
ويصف صالح القلاب في صحيفة الرأي الأردنية الاتفاق بأنه "صفقة جانبية" ، أما محمد خروب فيكتب في صحيفة الرأي أيضًا "أيًا كان الترتيب الزمني لتنفيذ الهدنة، التي ستبدأ بتخفيف الحصار مقابل وقف إطلاق النار والطائرات الحارقة، وتنتهي بالدخول في مفاوضات بشأن إجراء صفقة لتبادل الأسرى والجثث، والتي قد يصر العدو على أن تكون عند بداية سريان الهدنة، فإن الغموض الذي أحاط بالتحركات التي أفضت لهذه النتيجة الملتبسة على أي حال، يثير مزيدًا من المخاوف بأن حماس بصدد التفرد في القرار الفلسطيني".
ويضيف "هذا كله لن يغير كثيرًا في موازين القوى، ولن يسهم في تسريع المصالحة الفلسطينية".
المصالحة لفظت أنفاسها الأخيرة
تخوفت صحف من مغبة مثل هذا الاتفاق بين حماس وإسرائيل على المصالحة الفلسطينية، إذ تقول صحيفة الحياة اللندنية إن السلطة الفلسطينية لا تتقبل تسوية التهدئة ولا تراها متناسبة مع التضحيات.
و يتساءل سامح المدهون في موقع إرم نيوز الإماراتي "هل تتجاوز التهدئة المتوقعة بين حماس وإسرائيل ملف المصالحة الفلسطينية؟"
ويرى المحلل السياسي ناجي البطة أن "التهدئة بطبيعة الحال لها تكاليف حتى على مستوى الفلسطينيين ولها مستحقات، أبرزها أنها ستفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية بشكل كامل، وستطلق الرصاصة الأخيرة على أي تعاون ولو نسبي بين شقي الوطن".
ويضيف البطة: "أعتقد أن المصالحة الفلسطينية لفظت أنفاسها الأخيرة قبل أيام، والدليل على ذلك أن التراشق الإعلامي مازال مستمرًا، والعقوبات موجودة، وهذا يعني أن التهدئة ستحدث في معزل عن السلطة والرئاسة الفلسطينية".
ويشير عبد الباري عطوان في صحيفة رأي اليوم اللندنية إلى الدور المصري في اتفاق التهدئة المرتقب ، ويضيف "هذا الاتفاق، ومِثلَما أشارت معظم التسريبات المتعمدة لتهيئة الرأي العام الفِلسطيني له، لَعِبت المخابرات المِصرية المسؤولة عن مَلفي القِطاع وحركة حماس دَورًا كبيرًا في إعدادِه، والتفاوض مع الحركة بشأن بُنودِه، سيتم إعلانه رسميًا بعد مصادَقة الحكومة الإسرائيلية المصغرة عليه".
ويقول عطوان إن "فرص نجاح هذا الاتفاق في حال إعلانِه تبدو مَعقولة، على الورق، لمشاركة الأطراف الفاعِلةِ فيه على الأرض، وخاصةً مصر وحركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكن أي معارَضة له، ومن قبل حركة فتح قد تَضَع عقباتٍ كبيرة في طَريقِه".