مسلحو التحالف الدولي

كشفت مصادر مطلعة أن اتفاقًا تم التوصل إليه بين الجانبين الروسي والأميركي بشأن مصير "لاجئي مخيم الركبان" في ريف حمص الشرقي والمجموعات المسلحة المرتبطة بقاعدة التنف الأميركية.

وأكدت المصادر أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد بدء التطبيق العملي لاتفاق تم التوصل إليه أخيرا بين "مركز المصالحة الروسي" في سوريا وبين القوات الأمريكية في قاعدة التنف، والذي يشبه إلى حد بعيد اتفاقات المصالحة التي أبرمت في الغوطة الشرقية ودرعا والقنيطرة في سورية.

وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق ينص على إخراج جميع المجموعات المسلحة التي تنشط في المنطقة والمرتبطة بالقوات الأمريكية في قاعدة التنف، وتسوية أوضاع من يرغب من "المسلحين السوريين" بتسليم سلاحه وإخراج من لا يقبل بالتسوية إلى "جرابلس" في الشمال السوري.

وأضافت المصادر أن الاتفاق يتضمن كذلك تفكيك مخيم الركبان الذي يضم نحو 80 ألف "لاجئ سوري" ستتم إعادتهم إلى بلداتهم وقراهم، لافتة إلى أن معظم اللاجئين في مخيم الركبان هم من مؤيدي الدولة السورية، ويريدون العودة إلى بلداتهم، وهو ما يدفعهم في الآونة الأخيرة للخروج في مظاهرات تطالب بإعادتهم إلى مدنهم وقراهم وإخراجهم من المخيم الذي يشبه "المعتقل الكبير".

وأوضحت المصادر أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشكل نهائي، تم تأخير تطبيقه بسبب الخلافات بين المجموعات المسلحة، وتحديدا بين جماعتي "جيش العشائر" و"جماعة أحمد العبدو"، فهناك من يريد الدخول في التسوية، وهناك من يرفضها ويطالب بالخروج إلى الشمال السوري، وهناك من يطالب بالخروج من الأراضي السورية، مؤكدة أن بدء التنفيذ سيتم بإخراج مقاتلي فصيل "شهداء القريتين" خلال الأيام القليلة القادمة، الذين اختاروا الخروج مع عائلاتهم  إلى جرابلس في الشمال السوري.

واعتبرت المصادر أن تفكيك مخيم الركبان وإخراج المجموعات المسلحة من محيط قاعدة التنف، هي الخطوات الأخيرة التي ستسبق الانسحاب الأمريكي من منطقة التنف بشكل نهائي.

والتنف هي قاعدة عسكرية لـ"التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة والذي أنشئ في عام 2014 بهدف معلن هو مواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وهي تقع على بعد 24 كم من الغرب من معبر التنف الحدودي ، في محافظة حمص، وأفيد بأن المركز العسكري قد أنشئ في أوائل عام 2016 لتدريب مقاتلين مناهضين للحكومة السورية "المعارضة السورية المفحوصة".