إدلب _ علي ليلا
أعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير" النفير العام ورفع الجاهزية الكاملة لجميع مقاتلي الفصائل المسلحة المعارضة في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، لمواجهة تهديدات قوات الجيش السوري، والتصدي لـ "الخطر" المحيط في المحافظة.
وقالت "الجبهة" في بيان لها اليوم الجمعة "نَأخذ ما يصدر عن " النظام" وأعوانه من تهديدات وتلميحات باقتراب معركة إدلب على محمل الجد ..وندعو جميع الفصائل والتشكيلات في المنطقة أن يفعلوا كذلك".
التهديدات المتصاعدة
وجاء بيان النفير العام ردًا على التهديدات المتصاعدة من قبل الجيش السوري باقتراب موعد الهجوم على مناطق المعارضة في محافظة إدلب، عبر حشد عسكري وإعلامي من شبكات وإعلاميين موالين له.
وتشكلت "الجبهة" نهاية يوليو/ تموز الماضي، من اندماج كبرى الفصائل العسكرية في محافظة إدلب، عدا هيئة تحرير الشام "جبهه النصرة" وتتلقى دعمًا عسكريًا ولوجستيا من تركيا على غرار مجموعات "غصن الزيتون ودرع الفرات" في ريف حلب.
الخطر يُحاصر المنطقة
وقالت الجبهة إن مصير المنطقة "أضحى أخطر بكثير من أي تهاون أو مزايدة"، في إشارة إلى التحركات الداخلية والدولية والتصريحات الصادرة عن الأطراف المعنية بالملف السوري.
وأكد البيان فيما يتعلق بالجاهزية العسكرية، أن مقاتلي "الجبهة الوطنية للتحرير" أعدوا العدة والخطط العسكرية اللازمة لمواجهة أي هجوم متوقع، واعتبر أن الدفاع عن الأرض والعرض هو الخيار الوحيد لفصائل المنطقة.
تحركات عسكرية
ويتزامن البيان العسكري مع تحركات عسكرية مكثفة من قوات الجيش السوري إلى مشارف محافظة إدلب، بعد إغلاق معبري مورك وقلعة المضيق في ريف حماة قبل أسابيع، ومؤشرات تحملها تصريحات دولية أبرزها التحذيرات الحقوقية من "كارثة إنسانية" في إدلب.
إصرار روسي لمواجهة "النصرة"
وشهدت العاصمة الروسية، موسكو، اليوم الجمعة اجتماعا "روسيا- تركيا " ، على مستوى وزراء الخارجية والدفاع، لبحث الوضع في محافظة إدلب شمالي سوريا، من دون صدور أي تطمينات تضمن تجميد المعركة.
وتشير التصريحات الروسية إلى إصرار موسكو على محاربة "النصرة" في المنطقة، وعلى الرغم من التطمينات التركية بعدم حصول أي هجوم عسكري على المنطقة، إلا أن الفصائل المسلحة تتخوف من مصير مشابه لمصير الغوطة الشرقية ودرعا، حيث اجبرت الفصائل المسلحة على الإستسلام وقبول شروط المصالحة.
وتعلل روسيا دعمها للجيش السوري في معركة إدلب بوجود "هيئة تحرير الشام" (جبهه النصرة) في محافظة إدلب، وقال وزير الخارجية الروسي اليوم خلال لقاءه نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، في موسكو "إن النصرة تحاول السيطرة على المنطقة".
"النصرة" ولوائح الإرهاب
وتعتبر "جبهه النصرة" العقبة الأساسية التي يتذرع بها الجيش السوري وروسيا لبدء العمل العسكري تجاه إدلب، كونها مصنفة على لوائح "الإرهاب" ومستثناة من اتفاق “تخفيف التوتر” الموقع بين الدول الضامنة لاتفاق أستانة (تركيا، إيران، روسيا).
وكانت "الجبهة الوطنية" بالتعاون مع "جبهه النصرة" شنول حملات اعتقالات واسعة قبل أسابيع، طالت خلايا ورؤوس المصالحات المتعاملين مع الجيش السوري.
وتحذر تركيا من أي هجوم عسكري يشنه الجيش السوري على محافظة إدلب، وهددت سابقًا بانهيار اتفاق أستانة في حال تم الهجوم على المدينة المكتظة بنحو أربعة مليون مواطن، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.