الرئيس الصيني شي جين بينغ

بدَّد الرئيس الصيني شي جين بينغ، في افتتاح المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي الحاكم الذي سيمنحه ولاية جديدة من 5 سنوات، أي أمل في الانفتاح الليبرالي للنظام بتأكيده "ضرورة بذل جميع المواطنين المزيد للدفاع عن سلطة الحزب والنظام الاشتراكي، والتصدي بحزم لأي أقوال أو أفعال من شأنها أن تقوضهما".

ووصف في خطاب ألقاه لمدة أكثر من ثلاث ساعات في قصر الشعب في بكين في حضور 2300 من كبار مندوبي الحزب الذي يضم 89 مليون عضو، ما يجعله أكبر حزب في العالم، الآفاق المستقبلية بأنها واعدة، لكنها تواجه تحديات جسيمة ايضاً. وأضاف أن تطور الصين ما زال في مرحلة الفرص الإستراتيجية المهمة، في وقت يشهد الوضع في الداخل والخارج تبدلات عميقة ومعقدة، لذا نعد بمزيد من الانفتاح على العالم، وتوفير معاملة منصفة للشركات الأجنبية وتعزيز دور السوق، وكذلك مواصلة تحرير سوق العملات، من دون أن يحدد جدولاً لذلك، على رغم أن تصريف اليوان ما زال يخضع لضوابط إلى حد كبير.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أقرّت الثلثاء الماضي بأن الصين لا تتلاعب بعملتها، لكنها فتحت في منتصف آب/اغسطس تحقيقاً واسعاً في شأن الممارسات الصينية في مجال الملكية الفكرية. كما تندد الشركات الأجنبية في الصين بتعرضها لتمييز متزايد أمام منافسيها المحليين والمجموعات التي تحظى بنفوذ وتتبع الدولة، خصوصاً أنها تُمنع من الوصول إلى قطاعات أو تلزم في قطاعات أخرى بالعمل شريكة مع مؤسسة محلية، ما يعرضها أحياناً لنقل قسري للتكنولوجيا.
ورحبت غرفة التجارة الأوروبية في بكين بخطاب شي، لكنها ذكرت بمعاناة الشركات من السأم من الوعود التي لا تنفذ. وقال رئيسها ماتس هاربورن إن تطبيق السياسات المذكورة أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، في حين رأى محللون أن المشاعر النبيلة لشي يجب أن يواكبها التزام الموظفين الأقل تمتعاً بالبصيرة والأكثر ميلاً إلى العرقلة، بهذه الإرشادات بحرفيتها، وتحقيق توازن بين الضوابط الحكومية وديناميكية القطاع الخاص، الذي تحاول الدولة تعزيز نفوذها عليه.

وسعت بكين أخيراً إلى الحد من استثمارات المجموعات الخاصة الكبرى المدينة على غرار «واندا» و «فوسون» و «انبانغ» للتأمين وغيرها. وهي تبرر ذلك بضرورة التعامل مع معالجة الأخطار المالية والارتفاع الحاد للدين الصيني الذي بات ضخماً، وتجاوزات السوق العقارية.

إلى ذلك، أكد الرئيس الصيني استمرار الحزب في نهج «عدم التسامح إطلاقاً مع المسؤولين الفاسدين»، وعزمه على مواصلة تحديث القوات المسلحة الصينية ليجعلها «من الطراز الأول بحلول 2050»، فيما وجه تحذيراً إلى تايوان التي تُبدي ميلاً إلى الانفصال نهائياً عن بلاده، ملوحاً بأن بكين «تملك السبل التي تكفل تغلبها على المحاولات الانفصالية»، فيما ردت حكومة تايوان بأن «تقرير شعبها مصيره حق من حقوقه».
وينتخب المشاركون في المؤتمر اليوم لجنة مركزية جديدة في جلسات مغلقة ستختار بدورها الرئيس شي أميناً عاماً للحزب لفترة جديدة من خمس سنوات، وقد تتيح له حتى فرصة في البقاء في السلطة مدة أطول عبر إلغاء الحد الأقصى لعمر أعضاء المكتب السياسي والبالغ 68 سنة، إذ سيبلغ شي الـ69 من العمر في المؤتمر المقبل عام 2022، ما يجعله يسير على خطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي مؤشر إلى نفوذه، قد يُدرج اسم شي في ميثاق الحزب، وهو شرف لم يحظَ به حتى الآن إلا مؤسس الصين الحديثة ماو تسي تونغ ومهندس الإصلاحات الاقتصادية دينغ هسياو بينغ.