إسماعيل ولد الشيخ أحمد

دعا المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد، في إحاطته الجديدة التي قدمتها إلى مجلس الأمن إلى توقف الحرب واستئناف المفاوضات السياسية، موضحًا أنه بصدد عمل مقترح شامل، يتضمن مبادرات انسانية وخطوات لعودة جميع الأطراف إلى المفاوضات.
 
 وفيما يلي نص إحاطته إلى مجلس الأمن:
 
سيدي الرئيس

إن اطراف الصراع في اليمن تسعى الى صراع عسكري لا طائل منه وضروب، وهو ما يؤدي الى تاكل الطريق نحو السلام. وفي الوقت نفسه، يعاني شعب اليمن من كارثة انسانية من صنع الانسان تماما.

واستمرت الاشتباكات وتبادل النيران الثقيلة في جميع الجبهات الرئيسية، بما فيها تعز، و مأرب، و البيضاء، و حجة، و sa، ومناطق الحدود السعودية واليمن، وتبين الزيادة الحادة الاخيرة في عدد الاصابات بين المدنيين استمرار تجاهل الاطراف ل الخسارة الحياة المدنية والتزاماتها بموجب القانون الانساني الدولي.
وأفادت التقارير بان غارة جوية ضد احدى ضواحي صنعاء السكنية في 25 آب / أغسطس 2017 اسفرت عن مقتل 14 مدنيا واصابة 16 اخرين,، وتسببت في المزيد من الاضرار بالهياكل الاساسية المدنية.

- وفي مدينة تعز استمر قصف المناطق السكنية من المناطق التي تسيطر عليها قوات الحوثيين والقوات الموالية ل علي عبد الله صالح. وفي اثنان يومي 15 و 18 ايلول / سبتمبر، اطلقت الصواريخ - قتلت واصيب عشرات المدنيين, بمن فيهم ثمانية اطفال. وبالاضافة الى ذلك, اعترض التحالف, في 23 ايلول / سبتمبر, على قذيفة الحوثيين اطلقت باتجاه مدينة خميس ال. ان التهديدات التي قدمها الحوثيين مؤخرًا لتوسيع نطاق اطلاق القذائف التسيارية باتجاه بلدان اخرى في منطقة الخليج هي تصعيد عكسي للخطاب.
ويمثل القرار الذي ادته مؤخرا مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة, وهو يدعم اللجنة الوطنية لحقوق الانسان وانشاء فريق خبراء لدراسة الانتهاكات والاعتداءات المزعومة لحقوق الانسان والقانون الدولي الدولي, علامة هامة على زيادة مشاركة المجتمع الدولي والمجتمع الدولي (). - خطوة الى الامام نحو المساءلة والحد من الانتهاكات في المستقبل.
وقد ذكرت باستمرار الاطراف المتحاربة بمسؤولياتها بموجب القانون الانساني الدولي وقانون حقوق الانسان, بما في ذلك التزامها بالتوقف عن تجنيد الجنود الاطفال وانهاء العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس ان استهداف المدنيين وتدمير الهياكل الاساسية المدنية امر غير مقبول.

سيدي الرئيس,
ان الصراع يخلق حالة بائسة في كل جانب من مظاهر الحياة اليومية. و هو الاقتصاد اكثر من ذلك, وما زال استخدام ايرادات الدولة تضاؤل لتمويل الحرب يعوق دفع المرتبات التي يعتمد عليها الملايين من اليمنيين. - وهناك جهود مستمرة لاعادة تنشيط البنك المركزي وابطال الاقتصاد اليمني, كما نوقش مؤخرا في الحدث الثاني الذي عقد في المانيا من اجل دفع المرتبات الى موظفي الخدمة المدنية اليمنية, ومن هم في قطاعي التعليم والصحة. وهذا من شانه ان يؤدي الى تقليص الصراع الانساني والاقتصادي.

وهناك نحو 17 مليون شخص يعانون من انعدام الامن الغذائي, وان اكثر من ثلث مناطق البلد تتعرض الان لخطر شديد للمجاعة. وقد ادى تدمير الهياكل الاساسية وانهيار الخدمات العامة الى تغذية اسوا تفشي الكوليرا في العالم, الذي قتل بالفعل اكثر من 2,100 2,100 فرد, وما زال يصيب الالاف كل اسبوع.

وسوف تعاني الاجيال اليمنية المقبلة وتتحمل عبء هذا الصراع - بما في ذلك الدمار الشامل, وس التغذية سوء التغذية, ونقص التعليم, والتدهور الاقتصادي. ولا يمكن ان تصبح التوقعات اكثر كئيبة الا في غياب حل سياسي. وهناك حاجة ماسة الى اتفاق لانهاء الحرب بحيث يمكن لحكومة الوحدة اليمنية الجديدة, التي يدعمه المجتمع الدولي, ان تبدا عملية اعادة بناء الاقتصاد ومؤسسات الدولة.

- وارحب بالجهود التي بذلها البنك الدولي ومنظمة الامم المتحدة للطفولة للتخفيف من اثر الازمة الاقتصادية. 20-وفي 20 اب / اغسطس, كان اول صرف للمساعدة النقدية المقدمة الى اكثر الاسر اليمنية ضعفا. وسيصل برنامج دولار الولايات المتحدة البالغ 400 مليون دولار الى جميع المستفيدين في الاسابيع والاشهر القادمة. ويقدم هذا البرنامج دعما حيويا لهذه الاسر المعيشية, ويحتفظ بنظام امان حيوي في هذا الصدد.

سيدي الرئيس,
في اليمن, ليس هناك الفائزين في ساحة المعركة. الخاسرون هم الشعب اليمني الذين يعانون من هذه الحرب. الناس تزداد فقرا بينما القادة تاثيرا احضر الثراء. وهي غير مهتمة بايجادها, لانها سوف تفقد قوتها و مراقبةها في تسوية. ويتعين على الاطراف ان تلتزم بانهاء جميع الاعمال العدائية وان تبدا المناقشات من اجل التوصل الى اتفاق سلام شامل. ولا بد من ايجاد ارضية مشتركة للتخفيف من اثار الصراع والجوع والمرض وزيادة الثقة فيما بين بعضها البعض. وسيكون التوصل الى اتفاق لتامين وصول السلع الانسانية والتجارية الى ال وتوزيعها على بقية البلد, وفي افتتاح مطار صنعاء, وضمان دفع مرتبات اكثر اتساقا, خطوة اساسية للتخفيف من حدة الازمة الانسانية. ومع ذلك, لا يمكن لهذه الخطوات ان تحل محل الحل الواسع الذي نحاول تحقيقه, وهو ما سيكون جزءا من اتفاق سلام شامل اكبر.

ولتحقيق هذه الغاية, عقدت اجتماعات مع المسؤولين اليمني والدوليين خلال دورة الجمعية العامة في نيويورك, وما زالت في اتصال مع الاطراف. انني حاليا بصدد مناقشة اقتراح يتضمن مبادرات انسانية لاعادة بناء الثقة والخطوات اللازمة لاعادة الطرفين الى طاولة المفاوضات. وسنناقش تفاصيل هذا الاقتراح مع حكومة اليمن وتحالف الحوثيين ومؤتمر الشعب العام, الذي التزم بالمشاركة في مناقشة اخرى بشان تفاصيل الاقتراح. ويحدونا الامل في ان يترجم هذا الالتزام الى عمل وان يزيد من مشارته معي على اساس هذه المبادرات من اجل التوصل الى حل سياسي سلمي.

سيدي الرئيس,
ويجب ان ينتهي سفك الدماء وتدمير اليمن. ليس هناك اعذار. لا توجد مبررات. ويطلب الناس الى الامم المتحدة التوصل الى حل بشان دفع المرتبات, بينما يعوق اخرون المحادثات كما لو كانوا جاهل لمعاناة الملايين من اليمنيين. ان العديد من الاقوياء في اليمن تستفيد من الصراع الحالي في وقت يواجه فيه مواطنوها اسوا معاناة في تاريخ اليمن.

الشعب اليمني يريد ان تنتهي هذه الحرب, في الوقت الذي تزداد فيه الفجوة بينها وبين اولئك الذين في السلطة. و هل الشباب والنساء ومجموعات المجتمع المدني من اجل السلام والاستقرار والمساءلة عن الجرائم المرتكبة. وفي المحافظات الجنوبية, ما زالت اوجه الظلم التي تقع في الماضي وتدعو الى مزيد من الحكم الذاتي دون معالجة, ويتعين التصدي لها.
ولدى اليمنيين العديد من الافكار الايجابية لمعالجة جميع هذه القضايا بطريقة سلمية اذا كانت الاطراف راغبة في ان تكون مرنة وان تستمع الى الشعب. واذا لم تفعل ذلك, فان الشقوق في النسيج السياسي والاجتماعي في اليمن ستصبح اوسع, وهناك خطر كبير يتمثل في المزيد من التجزؤ, مع زيادة في امكانيات الارهاب.

وتستخدم الامم المتحدة جميع مرافقها السياسية واللوجستية والادارية وال الاستشارية لدعم القضية اليمنية, ولكن الاطراف المتحاربة هي وحدها التي يمكنها ان تقرر تحقيق السلام. وهي مسؤولة عن الفشل. واكرر ان الطريق الوحيد الذي يمكن ان يكون صالحا لمستقبل اليمن هو تسوية يتم التوصل اليها عن طريق التفاوض. والمقترحات التي قدمتها لتلبية شواغل الطرفين وتنفيذها ستكون لها فائدة حقيقية بالنسبة للشعب اليمني.

واخيرا, اطلب الى المجلس الموقر ان يستخدم كل السلطة السياسية والاقتصادية لكي يضغط على جميع الاطراف لكي تلتزم بمسار السلام. ويجب على الاطراف ان تخرج من الخنادق, وان تضع نهاية للخطاب المعادي. وبدلا من القتال على اليمن, دعونا نتعاون من اجل مصلحة اليمن على خير وجه.