كشف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن وفدًا من مخابرات السلطة والأمن الفلسطيني يرأسه مدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج يزور العاصمة الأميركية واشنطن، لإجراء محادثات مع مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي".

وأضاف عباس، خلال لقائه عددًا من أعضاء الكنيست الإسرائيلي في مكتبه في رام الله، أنه يريد الحفاظ على التنسيق الأمني وتبادل المعلومات الاستخبارية مع الولايات المتحدة على الرغم من قراره بقطع جميع أشكال العلاقات مع البيت الأبيض على خلفية قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي بلاده في "إسرائيل" إلى مدينة القدس.

بدورها نقلت شبكة "سي ان ان" في موقعها الإلكتروني باللغة العربية عن رئيس منظمة السلام الآن غير الحكومية الإسرائيلية شاكيد موراغ، وعضو الكنيست عن حزب ميرتس موشي راز، قولهما إن عباس تحدث في الاجتماع عن المقترح الأميركي بشأن "إمكانية قيام كونفدرالية فلسطينية أردنية". وبحسب موراغ؛ فإن عباس قال خلال الاجتماع: إن الاقتراح الأميركي "جاء قبل عدة أشهر عبر جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، وهما من كبار المسؤولين في الإدارة العاملين في الملف الإسرائيلي الفلسطيني".

وأضاف موراغ: "أخبرنا عباس أن كوشنر وغرينبلات يطرحان سؤالًا بشأن كونفدرالية محتملة بين فلسطين والأردن"، موضحًا أن رد عباس عليهم كان "فقط إذا كان اتحادًا ثلاثيًّا يشمل إسرائيل". ويشير إلى أن "عباس أراد أن يظهر التزامه بالتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، لكنه ظل يذكر الجميع بأنه لا يزال ملتزما بحل الدولتين".

وتنقل الشبكة عن موراغ، أن "عباس أكد خلال الاجتماع استعداده للجلوس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في أي وقت لمناقشة النزاع والبحث عن حل، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي غير راغب في ذلك".

وفي ما يتعلق بالعلاقة مع الأميركيين، يقول موراغ: إن عباس أبلغهم بأنه "على الرغم من التوترات مع إدارة ترامب، فإن السلطة الفلسطينية على اتصال دائم مع منظمات أمنية مختلفة، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية الأميركية، من أجل الحفاظ على الأمن ومحاربة الإرهاب"، حسب تعبيره.

وتنقل الشبكة عن النائب موشي راز قوله إن "عباس أصدر تعليماته لكبار مسؤولي الأمن بمقابلة نظرائهم الإسرائيليين يوميًا، للحفاظ على التعاون الأمني بين الجانبين". وفي المقابل، لم يؤكد المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات تفاصيل أو مناقشات مع عباس، لكنه أكد أن عملية صياغة مقترحات السلام مستمرة، فيما نقلته عنه "سي إن إن".

وأضاف: "خلال الأشهر التسعة عشر الماضية حققنا مع جميع الأطراف المعنية حول العديد من الأفكار والإمكانيات. ستعكس الخطة عند إصدارها أفكارًا نعتقد أنها واقعية وعادلة وقابلة للتنفيذ ومن شأنها تعزيز حياة الأشخاص للشعب الإسرائيلي والفلسطيني. لن نناقش أي أفكار محددة أو محادثات خاصة قد تكون أو لا تكون موجودة مع قادة في المنطقة".