القاهرة - العرب اليوم
فوجئ السعوديون والعرب بتوقيف 11 أميرا وعشرات الوزراء السابقين و4 وزراء حاليين، تحت عنوان محاربة الفساد وتوقيف الفاسدين، جاء ذلك في نفس اليوم الذي أعلن فيه رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري عن استقالته من مدينة الرياض.
ما إن أعلن الحريري عن استقالته من مدينة الرياض، بدأت التساؤلات تطرح بشأن تزامن الاستقالة مع حملة الاعتقالات والعلاقة بينهما، وحول مصير رئيس الحكومة السابق الذي يتردد كثيرا في الوسط أنه تحت الإقامة الجبرية، وما إذا كانت الاستقالة هي جزءا من حملة محاربة الفساد في السعودية.
من جانبه، علق المغرد السعودي "مجتهد" على خبر استقالة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، قائلا: "لم يكن لدى الحريري ما يستحق هذا البيان بل كان الوضع يتجه إلى تقليل المشاكل والقضية كلها مرتبطة بإعادة الحريري للرياض وتجريده من منصبه"، مشددا على أن "الحديث عن اغتيال الحريري غير صحيح، فليس من مصلحة حزب الله اغتيال الحريري لأنه مفيد للحزب كونه قيادة ركيكة بائسة ومضعفة جدا لأهل السنة".
وكشف أن "طبقا لمعلومات المخابرات السعودية فإن الخطر على الحريري من الجماعات الجهادية أكبر من حزب الله لأنهم يرونه سببا في إضعافهم أمام حزب الله. وأما العلاقة بإيران كان الحريري سعيدا ومتفائلا بلقائه الأخير مع مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على ولايتي وليس عنده من الوعي والالتزام "السني" ما يكفي لإدراك خبث إيران".
وزعم "مجتهد"، أن "السبب الحقيقي لإعادته للرياض هو حشره مع الأمراء ورجال العمال الموقوفين لهدف ابتزازه واستعادة الأموال التي لديه في الخارج وليس مرتبطا بلبنان"، لافتا إلى أن "البيان الذي قرأه كُتب له وليس مقتنعا به ولا بمحتواه ولا مقتنع بإعلان الاستقالة من الرياض فكيف يعلن زعيم سياسي استقالته من عاصمة دولة أخرى؟"، جازما أن "القصة ليست إلا قرار "عربجي" من قبل محمد بن سلمان لتبرير إبقائه في الرياض وابتزازه ماليا حيث لا يستطيع إبقائه في الرياض وهو رئيس للوزراء".
وذكر أن "سعد الحريري يحمل الجنسية السعودية ويحق للنظام السعودي التعامل معه كمواطن من الناحية النظامية وما يتبع ذلك من إجراءات"، مضيفا: "بعد استراحة سوف نتكلم عن إقالة متعب وكيف استطاع ابن سلمان أن ينفذها وهل ستمر مرور الكرام".
في ظل ما حصل في السعودية خلال الـ24 ساعة الماضية من اعتقالات، بقي الإعلام العالمي بعيدًا عنها، لم يعد الاهتمام منصبّاً في لبنان على استقالة الحكومة، بقدر ما هو على مصير رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، بعد كثرة الحديث عن إقامة جبرية فرضت عليه في السعودية، ضمن حملة تقوم بها السلطات السعودية تحت عنوان محاربة الفساد وتوقيف الفاسدين، والتي أدت إلى توقيف عدد كبير من الأمراء، من بينهم أصدقاء الحريري.
كشفت مصادر أن رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون لن يوقّع استقالة الحريري قبل معرفة مصير رئيس الحكومة وعودته إلى بيروت، لذلك، فإنّ الإجابات ستحدد مسار التعامل السياسي إزاء تأليف حكومة جديدة أو عدمه، خصوصا أن هناك من همس من زاوية استقبال السعودية للوزير السابق أشرف ريفي قبل استدعاء الحريري وعودة ريفي إلى لبنان لتسلم زمام المسؤولية السياسية لحلفاء الرياض.
ويقول مطلعون إن أنصار الحريري في لبنان في حيرة من أمرهم، وأن مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان استقبل القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري للاستفسار عن صحة الحديث عن توقيف الحريري أو وضعه بالإقامة الجبرية.