الحملة الدعائية للانتخابات البلدية الجزائرية

شهدت الحملة الدعائية للانتخابات البلدية الجزائرية, المقرر إجراؤها في 23 نوفمبر / تشرين الثاني, طرائف غير مسبوقة بداية من الملصقات الدعائية، التي تحولت إلى مادة للسخرية والتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، وصولاً إلى الخطاب السياسي الضعيف الذي تبناه بعض قادة الأحزاب. وصنعت العديد من الملصقات الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي, ولعل أكثر ملصق أثار انتباه رواد هذه المواقع ملصق حزب جبهة المستقبل، بزعامة عبد العزيز بلعيد, حيث ظهر المرشحون الستة جالسين فوق صقر فاتح جناحيه وهم يرتدون عباءات بيضاء, يتصدرهم متصدر القائمة, وحمل الملصق شعار "صقور المستقبل".

وأثار ملصق آخر لمرشح عن حركة مجتمع السلم, أكبر الأحزاب الإخوانية في البلاد, اسمه مسعادي السبتي, سخرية المواطنين، حيث ظهر في الصورة وخلفه مسجد وسجادة, وكتبت عبارة "ادعموا المرشح الذي لا يفارق المسجد إطلاقًا"، في محاولة لإقناع الناخبين بالتصويت لمرشح التيار الإسلامي. وأعلن مرشحون آخرون حالة طوارئ قصوى لاستمالة أصوات الناخبين وإقناعهم بالتوجه نجو صناديق الاقتراع, ولم يفوتوا أي فرصة واستغلوا الخروج إلى الشارع ليلاً ونهارًا طيلة الأسبوع الأول من عمر الحملة والتحدث مع المواطنين وتعليق الملصقات الخاصة بالانتخابات في كل مكان. وتحولت تصرفات بعض المرشحين إلى مادة دسمة للتهكم وإظهار حجم الوعود التي يتم إطلاقها للتلاعب بمشاعر الجزائريين، دون تجسيدها على أرض الواقع.

وخلال الأسبوع الأول من عمر الحملة، الذي سيسدل عنه الستار الأحد, غلب على خطاب قادة الأحزاب، سواء موالاة أو معارضة، أسلوب الرتابة والتكرار وكان أحيانًا استفزازيًا, بالنظر إلى التصريحات التي أدلى بها زعيم حزب السلطة, الأمين العام لحزب جبهة التحرير الجزائرية, جمال ولد عباس, الذي قال إن حزبه ليس بحاجة إلى حملة انتخابية، وأنه سيفوز بهذه الانتخابات حتمًا، مشددًا على أن حزبه هو الذي حرر البلاد من الاستعمار الفرنسي، وأنه من الطبيعي أن يبقى في الحكم وأن من حقه أن يدير شؤونها, وأثارت تصريحاته تعليقات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي, خاصة بعدما أعلن في تجمع شعبي، نظمه في إطار الحملة الانتخابية، أنه درس في ألمانيا مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وتعد الانتخابات المقبلة القادمة سادس اقتراع من نوعه منذ بدء التعددية السياسية في البلاد, وستنظم وسط ظروف استثنائية بالنظر إلى الأزمة المالية التي تمر بها البلاد، جراء تهاوي أسعار النفط في الأسواق العالمية. وتهدف الانتخابات إلى تجديد أعضاء 1541 مجلسًا بلديًا، و48 مجلس ولائيًا لفترة خمس سنوات، بمشاركة 65 ألف مرشح يمثلون 51 حزبًا سياسيًا وعشرات القوائم التابعة لمستقلين.