حركة "مجتمع السلم"

انتقد أكبر الأحزاب الإخوانية في البلاد، "مجتمع السلم"، فيلمًا وثائقيًا بثه التلفزيون الحكومي، السبت، تضمّن صورًا مرعبة لمذابح ارتكبت خلال الأزمة الأمنية التي عرفتها البلاد أو تلك التي تعرف بـ "العشرية السوداء" وذلك بعد مرور 12 عامًا من إقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.

وكشف التلفزيون الحكومي، عن صور صادمة للمذابح، التي ارتكبت إبان العشرية السوداء ارتكبتها الجماعات المتطرّفة في سنوات التسعينات ولأول مرة حسب متتبعين للشأن السياسي تم إظهار الجحيم الذي عايشته الجزائر خلال تلك الفترة، وعلقت الحركة في بيان لها، على هذا الفيلم قائلة " هناك استغلالٌ ممجوجٌ للذّكرى 12 للاستفتاء على "ميثاق السلم والمصالحة الوطنية"، وكأنّه هناك عودةٌ إلى الزّمن المظلم، برئيس تحريرٍ واحدٍ لقنواتنا الفضائية العمومية والخاصة، وفي أوقات الذّروة، بمشاهدَ مروّعةٍ لسنوات المأساة الوطنية، تُعتبر اعتداءً على الذّوق العام، ومساسًا بالسّكينة العامة في المجتمع، وتساءلت مجتمع السلم، عن خلفيات ودوافع ذلك.

وفسرت  ما نشره التلفزيون الحكومي بممارسة نوع من "الإرهاب المعنوي"، ووضع المواطن البسيط في مقارنةٍ ساذجةٍ بين ما كنّا فيه وما أصبحنا عليه، وقالت إنه كان المفروض أن نتقدم بهذا الانجاز إلى الأمام لا العودة بالمشهد إلى الخلف بالرّعب، وذلك بمزيدٍ من المصارحة والمكاشفة من أجل الحقيقة، والارتقاء إلى تجسيد بعض الحقوق المعطّلة، منها: إدماج المفصولين ظلما في وظائفهم، وتمتّع فئةٌ من الجزائريين بحقوقهم المدنية والسياسية، وكشف حقيقة المفقودين.

وقالت التشكيلة السياسية إنه "لا يمكن الاعتداء على ذاكرة الشعب الجزائري في تحقيق "الأمن والاستقرار" و"المصالحة الوطنية"، فهي إنجازٌ مشترك بين جميع الجزائريين"، ودعت مجتمع السلم، سلطة الضبط السمعي البصري ، بمساءلة وزير الاتصال عن ذلك، وإلا فإنه تكريسٌ وشرعنةٌ لانحرافاتٍ خطيرةٍ، تزيد من حالة الاحتقان، وتغتال حقيقة الإنجاز، والدليلُ هو رفضها لمباشَرة حوارٍ وطنيٍّ سياسيٍّ شاملٍ مع جميع الشركاء السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، بإرادةٍ سياسيةٍ حقيقيةٍ وصادقة، لمواجهة مخاطر الأزمة الحالية والمستقبلية.

وفسر متابعون للشأن السياسي في البلاد، على أن القائمين على التلفزيون الحكومي أرادوا تمرير رسالة من وراء مشاهد القتل والتنكيل بالأطفال والنساء، بمناسبة مرور 12 عاما على استفتاء السلم والمصالحة الوطنية التي تعتبر من أهم انجازات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مفادها ضرورة تأقلم الشعب الجزائري مع الأزمة المالية التي تمر بها البلاد والتي ستلقي بظلالها كثيرًا على الجزائريين خلال العامين المقبلين، حيث لم يسبق للتلفزيون الحكومي وأن بث مشاهد بهذه الحدة، فقد جرت العادة تقديم نماذج تثبت نجاح " مشروع ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ".