الجزائر - ربيعة خريس
تفاقمت حدة المتاعب التي تواجهها الجزائر على حدودها الجنوبية والشرقية بعد أن أقدم تنظيم موالٍ لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يعرف اختصارا بـ "داعش" في سورية والعراق على جمع شتات أخطر الإرهابيين الذين ينشطون في منطقة الساحل على الحدود مع الجزائر. وحسب المعلومات التي نشرتها المجلة الأميركية "نيوز ويك" فإن التنظيم الجديد نفذ أول هجوم له بالنيجر بداية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي, قتل فيه عدد من النيجريين والأميركيين.
وينشط ضمن هذا التنظيم الجديد المعروف باسم "عدنان أو الوليد الصحراوي القيادي السابق في تنظيم المرابطون" الذي ينشط تحت لواء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يقوده عبد المالك درودكال. وكان هذا التنظيم يضم في السابق شباب من النيجر تم تجنيدهم عام 2012 في صفوف حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا المعروفة باسم " الموجاو" ، وهم العناصر الذين تم الحد من تحركاتهم بعد العملية العسكرية الفرنسية في شمال مالي "سرفال" التي تهدف إلى القضاء على الميليشيات الإسلامية المتمردة في شمال مالي.
ويعد زعيم هذا التنظيم من أخطر الإرهابيين المطلوبين لأجهزة الأمن بدول المغرب العربي ودول غربية أخرى, ظهر بقوة بعد أن أطلق فرع ما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية" في الصحراء الكبرى وتوعد باستهداف بعثة الأمم المتحدة في الصحراء والسياح الأجانب في دول الجوار.
وتزامن هذا الحراك الذي يقوده خليفة "داعش" في الصحراء الكبرى, مع إعلان ثلاث جماعات إرهابية ناشطة في منطقة الساحل والصحراء قبل أشهر اندماجها تحت لواء ما يسمى بـ "جماعة أنصار الإسلام"، ويتعلق الأمر بحركة أنصار الدين التي يقودها إياد أغ غالي وكتيبة المرابطون لقائدها مختار بلمختار وفرع الصحراء بتنظيم "القاعدة" في المغرب لـ"يحيى أبو الهمام"، واتفق أمراء التنظيمات الثلاثة -حسب مقطع مقتضب من تسجيل فيديو نشر آنذاك -على تعيين إياد غالي أميرا للتنظيم الجديد، غير أن هذه الجماعة لم تتبن أية عملية.
وسيزيد هذا الحراك من متاعب قيادة الجيش الجزائري, التي فرضت رقابة أمنية مشددة على حدودها الشرقية والجنوبية فمنذ عام 2014 نقلت إلى حدودها أكثر من 35 ألف جندي بسبب تفاقم التهديدات الأمنية في كل من ليبيا ومالي والنيجر, إضافة إلى إنشاءها مواقع عسكرية متقدمة لمنع تسلل الإرهابيين وتجار الأسلحة الذين حاولوا في الكثير من المرات إغراقها بصواريخ من نوع ستينغر وغراد. وتمكنت الجزائر منذ بداية الأزمات الأمنية في دول الجوار, من تحصين ترابها, وقضت على المئات من عناصر ثبت انتمائهم لتنظيم "داعش" الذي حاول التغلغل إلى المناطق الشمالية من البلاد.