بغداد – نجلاء الطائي
اعترف تنظيم "داعش" المتطرف في سورية والعراق، بمقتل البحريني تركي البنعلي، جرّاء غارة للتحالف في الرقة غربي سورية. وكان "أبو همام الأثري"، أو "أبو سفيان السلمي"، أو "أبو حذيفة البحريني"، كل هذه الكنى لشخص واحد فقط هو البحريني "تركي البنعلي"، الشرعي العام سابقًا لتنظيم داعش الإرهابي.
وولد البنعلي البالغ من العمر 33 عامًا، في مدينة المحرق البحرينية عام 1984، ودرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية هناك. وفي المرحلة الجامعية، درس في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، لمدة عام ونصف، قبل أن تداهم السلطات الإماراتية منزله في الشارقة، وتعتقله لمدة عام، وتعيده إلى البحرين التي سجن بها لفترات متفاوتة .
وانتقل البنعلي الى بيروت ليكمل دراسته الجامعية في كلية الإمام الأوزاعي في بيروت حتى تخرج منها قبل أن يعود إلى البحرين ويتخرج من معهد البحرين للعلوم الشرعية. وسافر البنعلي الى دول عربية عديدة مثل السعودية والكويت، والإمارات، واليمن، وليبيا، والمغرب، وسوريا، ومصر، وتونس، والعراق، ولبنان.
وعمل إمامًا لمسجدين في المحرق، ومدرسًا في مدرسة بمدينة الحالة، قبل أن يتم إقالته منها، وفصله من الإمامة بسبب "منهجه المتشدد" بحسب الحكومة البحرينية. وذاع اسم البنعلي بعد إعلانه مبايعته لتنظيم داعش في 2014 وتوليه منصب الشرعي العام لدى التنظيم.
ونشر البنعلي عدة بحوث ورسائل ذات طابع متطرف من أبرزها رسالة "مد الأيادي لبيعة البغدادي". وبعد اندلاع الثورة السورية، قدم البنعلي إلى سوريا والتحق بتنظيم داعش لفترة وجيزة، عاد بعدها إلى البحرين في ظروف غامضة.
ويعد "أبو همام" أحد أبرز قيادات داعش في مدينة سرت الليبية حيث كان يلقي المحاضرات بالمساجد لعناصر التنظيم، وإعدادهم لدورات شرعية. ووصل البنعلي إلى ليبيا في العام 2013 وتحديداً مدينة سرت، وألقى خطبة له في مسجد الرباط في أكتوبر 2013، طالب فيها سكان المدينة بإتمام البيعة لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، ومن ثم ظهر في مدينة الرقة في يوليو 2015، وأقام فيها صلاة العيد ثم عاد إلى ليبيا. وعاد البنعلي مرة أخرى إلى سرت وسط ليبيا بعد مقتل الأنباري في غارة أمريكية على منطقة الفتائح شرقي مدينة درنة عام 2015، وذلك بهدف تنظيم صفوف مقاتلي داعش، ووضع الترتيبات الإدارية بتفويض من البغدادي.
ويشار إلى أنه في آب/أغسطس 2015 استهدفت الطائرات الأمريكية قوى الأمن الداخلي وفندق "المهاري" و"المجمع الإداري" بسرت في محاولة منها لاستهداف قيادات تابعة لتنظيم داعش وعلى رأسها البنعلي. وأسقطت وزارة الداخلية الجنسية البحرينية عن البنعلي، وذلك في إطار إجراءات الحفاظ على الأمن والاستقرار ومكافحة المخاطر والتهديدات الإرهابية. وأكدت عدة حسابات تابعة لتنظيم داعش، في وقت سابق، عزله من المناصب التي كان يتقلدها في التنظيم، وطرده من الهيئة الشرعية لهم، لأنه كان "شوكة في ظهورهم" (حسب مايدّعون)