رئيس مجلس النواب الأردني

 قال رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة "إن الأردن لم يتوقف عن الدعوة إلى السلام في منطقة الشرق الأوسط؛ لتطبيق مفاهيم العيش المشترك وتثبيت أركان الأمن والسلم الأهلي، ووضع حد لمحاولات غزو التطرّف الديني الذي لا يترك محاولة الا ويبذلها للنيل منا".

وأضاف، في كلمة ألقاها بأعمال المؤتمر 137 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد حاليا في مدينة سانت بطرسبورغ، "لقد اخترتم لجلستنا هذه عناوين تعزيز التعددية الثقافية والسلام من خلال الحوار بين الأديان وبين الاعراف، ولعلنا في المملكة الاردنية الهاشمية نستطيع ان نقدم أنفسنا نموذجا لهذه المضامين الانسانية المهمة".

وتابع "كيف لا ونحن نمسك بهذه القيم وسط اقليم متلاطم التحديات، وجوار لنا فتكت به قوى الشر والارهاب، ونالت من أمن نسائه واطفاله وشيوخه، وعبثت بمستقبل أجياله".

وأوضح الطراونة "ان غياب السلام عن منطقتنا يجعل تلك العناوين التي تطرحونها أشبه بالأحلام، فغياب العدالة عن القضية الفلسطينية، واستمرار الاحتلال الاسرائيلي بوحشيته، وتهديده المستمر لأقدس المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف، ومصادرة الاحتلال لأرض ما يزال أصحابها يعيشون عليها، جعل جدوى الحديث عن القيم الانسانية هدر من الكلام لا طائل منه".

وزاد "كما ان ظلم الشعب الفلسطيني وصوره المنتشرة في كل مكان، كان وسيظل رافدا مهما لحجج الإرهابيين في حربهم على الانسانية، فبدلا من ان تغذي العولمة عدوى التقدم والحضارة، صار الظلم يغذي التطرّف بالتطرف، وهو التطرّف الذي يحارب قيم التعددية والمساواة والمؤاخاة، والإسراع نحو صناعة العلم وإنتاج المعرفة لخدمة المجتمعات".

وذكر الطراونة "لقد عانت منطقتنا من ظلم دولي عندما أطلقت يد اسرائيل لمصادرة حقوق الشعب الفلسطيني، وما جرى مع جوارنا السوري في الشمال، والعراقي من الشرق، بنظرنا ما هو الا نتيجة حتمية لما يجري في فلسطين على حدودنا الغربية. فالظلم هذه نتائجه".

وتساءل "هل تعرفون عن حصارنا هذا؟ بعدها ستعرفون قدرات الاردن في ولادة الفرص من رحم التحديات، وستعرفون معنى ان نكون مجتمعا متماسكا امام هذا المد من الفوضى والخراب من حولنا".

وبين أن هذا التماسك الاجتماعي جعلنا نقاوم تحديات تباطؤ ارقام النمو والتنمية، وتراجع ارقام اقتصادنا الوطني، وتقدم ارقام الفقر والبطالة، بعد حصارنا الجغرافي الأمني، واستضافتنا لكل من هرب من بلاده طالبا للأمن والسلام.

ونوه إلى أننا في الاردن نواجه تحديات جسام، وتفاقم مستوى التحديات بما بلغته سنوات الأزمة السورية، وانتشار الفكر المتطرف، والجماعات الإرهابية التي تسللت للنيل من أمن المجتمعات وسلم المدنيين، وهي الجماعات التي مارست أبشع الجرائم باسم الدين الاسلامي، والدين من كل ذلك برآء.

وأمام هذا التحدي الأمني والعسكري بالدرجة الاولى، والفكري والثقافي على مستويات متعددة، فإن الأردن قدم جهود لوضع حد لتنامي تلك الجماعات، ووضع حد لتنظيم داعش الإرهابي، الذي ناصب العداء لكل قوى الاعتدال والسماحة. لذلك نتطلع لاستمرار جهود مكافحة الاٍرهاب الإقليمي والدولي، نظرا لما يمثله هذا المستوى من التنسيق من مصالح إنسانية بالدرجة الأساس.

وأكد أننا في المملكة الأردنية الهاشمية نتطلع لدعم برلمانات العالم لنا، فقد تحمل الاردن خلال السنوات الماضية تداعيات الأزمات في دول الجوار، وتحملنا فوق طاقتنا باستقبال اللاجئين السوريين، والتي بلغت كلّف استضافتهم ربع موازنتنا العامة، ليضاف فوق ذلك إغلاق الحدود بين الأردن وسورية، وقطعها مع العراق، حماية لأمننا الوطني، مما رتب على اقتصادنا ضغوط كبيرة وتحديات.

وشدد على أن تعزيز التعددية الثقافية والسلام من خلال الحوار بين الأديان وبين الاعراف، يحتاج الى حواضن آمنة خالية من الحرب والنزاعات، ومدخل تحقيق كل ذلك رفع الظلم عن شعوب بأكملها. فهل تستطيعون مساعدتنا في ذلك كأصوات ممثلة لشعوبكم؟.

يذكر أن الطراونة يرأس الوفد البرلماني الأردني المشارك بأعمال المؤتمر 137 للاتحاد البرلماني الدولي.

ويضم الوفد النواب: زيد الشوابكة وخالد البكار ووفاء بني مصطفى وخالد رمضان وحسن العجارمة وهيثم زيادين والعين زياد الحمصي، وامين عام مجلس النواب فراس العدوان ومدير مكتب رئيس مجلس النواب عبد الرحيم الواكد.