وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الانروا”

أصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الانروا”، الأربعاء، بيانًا صحفيًا على لسان المفوض العام للأونروا بيير كرينبول، أكدت فيه أن تجميد واشنطن الدعم المقدم للوكالة سيضر بخدماتها للاجئين الفلسطينيين.
 
وأشار البيان أنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها الوكالة تحديا كبيرا في التمسك بتفويضها والدفاع عنه فهو يمثل تعبيرًا عن إرادة المجتمع الدولي وحفاظًا على الخدمات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية للاجئي فلسطين، كما شددت الوكالة على أن تقليص مساهمة الولايات المتحدة لـ 60 مليون دولار أميركي تهدد إحدى أكثر المساعي نجاعة وإبداعًا في مجال التنمية البشرية في منطقة الشرق الأوسط، من دعم جهود الوكالة للإبقاء على أبواب مدارسها مفتوحة ومراكزها الصحية فعالة، ولاستمرارية عمل أنظمة توزيع المواد الغذائية والنقدية الطارئة لصالح أكثر فئات اللاجئين ضعفا في العالم.
 
وأكدت الوكالة أن هناك خطر في حصول 525،000 طالب وطالبة في 700 مدرسة للأونروا على التعليم ومستقبلهم . ويدخل في دائرة ألخطر أيضًا كرامة وأمان الملايين من لاجئي فلسطين والذين هم بحاجةٍ للمساعدات الغذائية الطارئة وأشكال الدعم الأخرى في الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة ناهيكم عن المخاطر المتعلقة بحصول اللاجئين على الرعاية الصحية الأولية بما في ذلك الرعاية لما قبل الولادة والخدمات الأخرى المنقذة للحياة.
 
وشددت الانروا على لسان مفوضها العام على أن تقليص الدعم الأميركي سيؤثر أيضا على الأمن الإقليمي في وقت يشهد العديد من المخاطر والتهديدات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة ذلك الخطر المتمثل في ازدياد التطرف، وعلاوة على ذلك، فلطالما أشادت الحكومة الأميركية بعملنا الذي يتسم بالشفافية والمساءلة والفعالية في إحداث الأثر المرغوب، وهذا ما تم التأكيد عليه مرارًا وتكرارًا خلال زيارتي الأخيرة إلى واشنطن في تشرين الثاني 2017 عندما عبر كبار المسؤولين الأميركيين عن احترامهم لدور الأونروا ولإدارتها القوية لعملياتها.
 
ودعا المفوض العام للأونروا جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاتخاذ موقفٍ والإنضمام للأونروا في رسالتها للاجئي فلسطين بأن حقوقهم ومستقبلهم تحظى بقدر كبير من الأهمية.
 
كما دعا كرينبول الدول المضيفة والمانحين إلى الالتفاف تأييدًا للوكالة والانضمام لها في خلق مبادرات وتحالفات تمويل جديدة لضمان أن يستمر الطلاب من اللاجئين الفلسطينيين بالحصول على التعليم في مدارسها والحفاظ على كرامة لاجئي فلسطين وأطفالهم وعائلاتهم من خلال جميع خدماتنا.
 
ودعا كرينبول جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة في كل مكان في العالم حيث تتجلى الشراكة والتضامن مع لاجئي فلسطين للانضمام لها والاستجابة لهذه الأزمة عبر تبرع للأونروا لضمان أن يتمكن الأولاد والبنات من لاجئي فلسطين من الاستمرار أقوياء، فيما أطلقت الوكالة حملة تبرعات عالمية خلال الأيام القليلة المقبلة لتشكل تمثيلًا وإطارًا للالتزام الشامل في الحفاظ على مدارسها وعياداتنا مفتوحة خلال العام 2018 وما بعده.
 
وخاطب كريينول جميع اللاجئين الفلسطينيين في كافة أقاليم العمليات وأقول لهم بأننا نعمل بتصميم مطلق لضمان استمرارية خدمات الأونروا.
 
ووجه خطابه للطلبة في مدارس الوكالة وعلى سبيل المثال في حلب ودمشق في سورية وفي برج البراجنة والرشيدية في لبنان وفي الزرقاء وجرش في الأردن وفي جنين والخليل في الضفة الغربية وفي جباليا وخان يونس في غزة ولجميع الأولاد والبنات في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومجتمعاتهم، أن أبواب المدارس ستبقى مفتوحة حتى يتمكنون من الحصول على التعليم الذي تقدرونه عاليا ولتكونوا على ثقة بأنكم تمتلكون مستقبلكم.
 
وقال كرينبول إلى جميع المرضى في عيادات الوكالة والمنتفعين من الخدمات الاجتماعية والإغاثية ومن برنامج التمويل الصغير وكافة أشكال الدعم الأخرى أقول بأنكم سوف تتلقون الرعاية والمساعدة التي هي من حقكم، كما وجه خطابه إلى 30،000 من موظفي الأونروا الدائمين والمتمرسين من الأطباء والممرضين والممرضات ومدراء المدارس والمعلمين والمعلمات وموظفي الحراسة وعمال النظافة وموظفي الدعم النفسي والاجتماعي وموظفي الإدارة ووحدات الدعم، بان يستمروا بالعمل من مواقعهم لخدمة المجتمع بنفس العزيمة التي طالما ميزتهم وبنفس الإصرار.
 
وأشار كرينبول إلى المسؤولية العميقة التي يتولاها المجتمع الدولي لجميع الدول لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين حتى يتجذر السلام وحتى إيجاد حل عادل ودائم لمحنتهم ليتمكن الشرق الأوسط من وضع هذا النزاع القاسي خلفه نهائيا. أود أيضا أن أعبر عن احترامي لجميع الأشخاص ذوي النوايا الطيبة حول العالم والذين عبروا عن تضامنهم مع اللاجئين الفلسطينيين عند حاجتهم لها. والآن، وأكثر من أي وقت مضى، فإن اللاجئين بحاجة إلى دعمكم.
 
وقال “دعونا نستمد قوتنا من اللاجئين الفلسطينيين والذين يعلموننا في كل يوم بأن اليأس ليس خيارًا وأن الأونروا لن تيأس أيضا. أنني أدعوكم للوقوف إلى جانبنا.”