بغداد – نجلاء الطائي
أعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة اليوم السبت، عن احباط هجمات انتحارية حاولت استهداف محطة قطار في محافظة الانبار غربي العراق، في وقت قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم إن بلاده ترغب في فتح بوابة حدودية جديدة مع العراق بالتعاون مع الحكومة المركزية في بغداد بعد أن تغلق بوابة 'الخابور' الحالية وذلك رداً على استفتاء الاستقلال .
وقالت الخلية في بيان اليوم، ان قوات قيادة عمليات الجزيرة تمكنت من قتل ثلاثة انتحارين حاولوا التسلل الى محطة قطار الفحيمي جنوب قضاء عنه غربي الانبار. ولا زال تنظيم داعش يتواجد في مناطق غربي الانبار ضمن الحدود الفاصلة بين العراق وسورية والأردن، ومن المنتظر ان تشهد عمليات لطرد التنظيم المتشدد منها. وعزّزت القوات العراقية تواجدها في المناطق القريبة من الحدود العراقية السورية، فيما يؤكد ضباط ميدانيون أنّ هذا الانتشار يتزامن مع قرب انطلاق عملية عسكرية لتحرير بلدتي راوة والقائم بمحافظة الأنبار (غرب العراق) من سيطرة تنظيم "داعش".
وقال ضابط في قيادة عمليات الجزيرة والبادية، المسؤولة عن ضبط أمن غرب الأنبار، اليوم السبت، إنّ قوات عراقية مشتركة من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية ومسلّحي العشائر انتشرت قرب الحدود العراقية مع سورية، مبيّناً أنّ هذا الانتشار يمثل إجراءً احترازياً لمنع تدفق عناصر تنظيم "داعش" من سورية إلى العراق وبالعكس. وأشار الضابط، إلى أن انتشار القوات العراقية يتم بغطاء جوّي مكثّف للسيطرة على المناطق الصحراوية، مرجحاً قرب انطلاق العمليات العسكرية لتحرير بقية مدن الأنبار من سيطرة "داعش".
وأشار آمر الفوج الأول في قيادة عمليات الجزيرة والبادية، العقيد أحمد جايد، في حديث صحافي، إلى أنّ القوات العراقية وضعت خطة لضبط الحدود مع سورية بالتزامن مع الاستعدادات الجارية لانطلاق عملية تحرير بلدتي راوة والقائم من سيطرة تنظيم "داعش".
وبيّن جايد أنّ الهدف من هذه الإجراءات هو منع حالات التسلل وتدفق المتطرفين من سورية إلى المناطق الغربية، وقطع جميع الإمدادات في حال انطلاق العمليات العسكرية، لافتاً إلى أنّ عملية تحرير المناطق الغربية ستكون خاطفة وسريعة.
بدوره، أكّد آمر فوج الشهيد جلال بطوارئ الأنبار العقيد عاشور جلو، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ القوات العراقية والعشائر مستعدة للشروع بعمليات تحرير المناطق الغربية، محذّراً من خطورة التأخير في تحرير هذه المناطق من "داعش". ولفت جلو إلى أنّ تنظيم "داعش" لا يزال يسيطر على مساحات واسعة من صحراء الأنبار، ويستخدم هذه المناطق لشن هجماته على المدن الآمنة، مؤكّداً أن الجهد الجوي سيكون كفيلاً بالقضاء على خطر التنظيم.
في غضون ذلك قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم إن بلاده ترغب في فتح بوابة حدودية جديدة مع العراق بالتعاون مع الحكومة المركزية في بغداد بعد أن تغلق بوابة "الخابور" الحالية وذلك رداً على استفتاء الاستقلال . واضاف يلدريم ان حكومته اقترحت على بغداد فتح البوابة الجديدة أوفاكوي غربي بوابة الخابور المستخدمة حالياً مضيفا انه ستتم مناقشة هذا الامر مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال زيارته المرتقبة الى بغداد. واشار الى أنه يرغب أيضاً في تعزيز التعاون مع الحكومة العراقية المركزية في مجالات الاقتصاد والدفاع والأمن والقضايا السياسية.
وكشف تقرير إعلامي سعودي، اليوم السبت، عن سعي رئيس إقليم شمال العراق المنتهية ولايته مسعود البارزاني للتمدد في محافظة السليمانية معقل الاتحاد الوطني الكردستاني بعد وفاة زعيم الاتحاد جلال الطالباني، فيما اشارت إلى أنه يدرس تأجيل العمل بنتائج الاستفتاء مقابل ثلاثة شروط. وقال التقرير الذي نشرته قناة "نبأ" السعودية ، إنه "على وقعِ الوساطة الفرنسية المعلنة، غداة زيارة رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، إلى باريس، ودعوة الرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون، إلى الاعتراف بحقوق الأكراد في إطار الدستور العراقي، بدأت القيادة السياسية في إقليم كردستان العراق بدرس إمكانية الموافقة على تأجيل العمل بنتائج استفتاء الانفصال الذي أجري في 25 أيلول 2017، وفق ما أعلنته مصادر كردية".
وأضاف أن "سلطات الإقليم تناقش إمكانية وقف العمل بنتائج الاستفتاء لمدة محددة، مشترطةً التزام الحكومة بتلبية طلباتها كالاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الكردي، وإلغاء الإجراءات العقابية على الإقليم، وحل أزمة المناطق المتنازع عليها، والإفراج عن مستحقات الإقليم المالية المتراكمة منذ سنوات عدة، في وقتٍ أكدت المصادر نفسها أن مراجعة المواقف السابقة، تأتي بعض تعرض قيادات الإقليم لضغوط محلية وإقليمية ودولية كبيرة".
وأوضح التقرير أنه "فيما لا تزال المواقف منقسمة داخل الإقليم إزاء القبول بإلغاء أو تجميد الاستفتاء والدخول في مفاوضات مباشرة مع بغداد، للحصول على أقصى حد من المكتسبات، جاءت وفاة الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني، لتغيّر الخارطة السياسية داخل الإقليم، بعدما عارض حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني"، الذي يتزعمه طالباني الإستفتاء لعدم تواجد أرضية إقليمية داعمة له". ويرجح مراقبون، بحسب التقرير، أن "يسعى مسعود البرزاني إلى التمدد أكثر في محافظة السليمانية التي يسيطر عليها "الاتحاد الوطني الكردستاني"، في وقتٍ جاء فيه تشكيل المجلس السياسي في الإقليم مؤخراً ليفتح المجال امام البرزاني وحزبه للتخلص من خصومهم السياسيين، خصوصاً الذين رفضوا استفتاء الانفصال عن العراق، باعتبار أن الهيئة الرئاسية للمجلس السياسي تضم قيادات الأحزاب الكردية الموالية لبارزاني والداعمة للاستفتاء".