الجزائر - ربيعة خريس
كشف وزير خارجية الجزائر, عبد القادر مساهل, عن أن الجزائر تؤيد وجود جيش ليبي موحد، وتدفع بقوة في سبيل تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا.
وقال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، سامح شكري, الأربعاء، إن ليبيا لديها رجال قادرون على حل مشاكلهم الداخلية، فضلاً على أن الجزائر تفضل أن تحل القضية الليبية بين الليبيين أنفسهم.
وجدد مساهل موقف الجزائر الرافض للتدخل في شؤون الآخرين, كما أنها لا تقبل أن يتدخل أحد في شؤونها, مضيفًا:"ليبيا تمتلك القدرات لحل الأزمة الحالية بدون تدخلات خارجية".
وأكد وزير خارجية مصر أن نظيره الجزائري أطلعه على نتائج زيارة رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، الأخيرة للجزائر، كما استعرض شكري الجهود التي قامت بها القاهرة لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع بين القيادات الليبية.
وقال شكري إن الحل السياسي القائم على اتفاق الصخيرات هو الحل الوحيد للأزمة في ليبيا، مشددًا على ضرورة تنسيق المواقف بين مصر والجزائر باعتبارهما دولتي جوار مباشر لليبيا، والأكثر تأثرًا بتدهور الأوضاع فيها، منوهًا بأن استقرار ليبيا هو ضمان لأمن واستقرار البلدين.
وتتجه الأمور في ليبيا نحو المزيد من التعقيد, حيث كشفت تقارير أمنية أخيرًا عن أن تنظيم "داعش" يتجه إلى استغلال الفوضى القائمة في ليبيا, وإنشاء معقل جديد له في المنطقة, بالتزامن مع مطاردة فلوله في العراق وسورية, حيث يحاول التنظيم تجنيد الجهاديين من المناطق الجنوبية الريفية، وبلدة صبراتة الغربية، والتي تقع على بعد 60 ميلاً من الحدود التونسية.
وأشار خبراء أمنيون إلى أن عدد المتطرفين في ليبيا يتجاوز التوقعات بكثير، حيث وصل إلى أكثر من سبعة آلاف عنصر من جنسيات مختلفة، يمكنهم القيام بهجرة جماعية إلى دول الجوار وأوروبا, متوقعين تدفق المزيد من المتطرفين على ليبيا، وهو ما يضاعف الخطر الأمني على تونس والجزائر، التي تسعى إلى إقناع أطراف النزاع بالحوار والمصالحة من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، والتقريب بين المشير خليفة حفتر، قائد الجيش، وفايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي.