الجزائر – ربيعة خريس
انطلقت حملة الانتخابات البلدية المقبلة في الجزائر, اليوم الأحد, وسط مخاوف من تزايد عدد المقاطعين يوم الانتخاب للتصويت على أعضاء المجالس الشعبية في البلديات والمحافظات, بالنظر إلى الظروف التي تسود هذه الحملة بسبب الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد جراء تهاوي أسعار النفط في الأسواق العالمية, وفشل المنتخبين المحليين في تحقيق التنمية المحلية.
وانطلقت الحملة الانتخابية, وسط هدوء تام, كسرته بعض الملصقات المعلقة في اللافتات الإشهارية التي تم إتلاف معظمها, في حين يجهل عدد كبير من الجزائريين الذين صادفهم "العرب اليوم" في أزقة وشوارع محافظة الجزائر العاصمة, أنّ اليوم الأحد هو موعد انطلاق الحملة الانتخابية للانتخابات المقررة يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل, وتوحي هذه المؤشرات أن مهمة الأحزاب السياسية التي سجلت حضورها في هذا الموعد الانتخابي صعبة للغاية حيث ستجد صعوبة كبيرة في استمالة استدراج الناخبين نحو صناديق الاقتراع, وألقت أجواء الفتور بظلالها على مختلف محافظة شوارع الجزائر العاصمة في الساعات الأولى من صبيحة اليوم, كما ظهرت مقرات مداومات الأحزاب السياسية فارغة, فلم يبد المواطنون الجزائريون أي اهتمام بهذه الاستحقاقات رغم أهميتها.
وأقر مرشح قائمة المجلس الشعبي الولائي عن حركة مجتمع السلم, في محافظة سطيف على بُعد 300 كلم عن محافظة الجزائر العاصمة, قاصدي لخضر, في تصريحات لـ "العرب اليوم" بصعوبة المهمة الملقاة على عاتقهم خلال الحملة الانتخابية بالنظر إلى الفتور الذي يمز الشارع, وقالت المتحدث إن ظاهرة العزوف الانتخابي أصبحت بمثابة خطر يهدد العملية الانتخابية وهاجسا سياسيا يقلق السلطة والأحزاب معًا, وأسبابه واضحة هي فقدان الثقة في المنتخبين المحليين خاصة بعد أن فقدوا جميع الصلاحيات التي كانوا يتمتعون بها في السابق كتوزيع السكن والعقار, مشيرًا إلى أن الأزمة المالية التي تمر بها البلاد ستزيد من حدة العزوف الانتخابي بالنظر إلى الخطاب الذي تبنته الحكومة الجزائرية أخير, وقال قاصدي لخضر إن مرشحي " مجتمع السلم ", أكبر وعاء لإخوان الجزائر سيركزون على العمل الجواري بدل التجمعات الشعبية في القاعات والاحتكاك بالمواطنين الجزائريين نظرًا لطبيعة الانتخابات البلدية التي تكون عادة مرتبطة بالانشغالات اليومية للمواطن.
وسيطر تبادل الاتهامات على الخطابات التي أدلى بها زعماء أحزاب السلطة والمعارضة التي ترفض تحمل مسؤولية العزوف الانتخابي لوحدها.
ورد
رئيس حركة مجتمع السلم، عبد المجيد مناصرة، على تصريحات رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي التي حمل فيها الأحزاب السياسية مسؤولية العزوف, قائلا إن حركته ليست وصية على الشعب الجزائري في حال لم يرد المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، وأنها بريئة من تهمة العزف وستستمر في المشاركة في الانتخابات كجهد وطني.
وأوضح عبد المجيد مناصرة, في مؤتمر صحفي, عقده بمقر الحزب, أن مشكل العزوف ليس مشكل الأحزاب السياسية، بل هو مشكل الهيئة التي تنظم الانتخابات، على “ اعتبار أنه كلما تراجعت نسبة النزاهة تراجعت نسبة لمشاركة”، متسائلا عن سبب إلصاق العزوف بالمعارضة, وأشار إلى أن الحل يعود إلى إخراج تنظيم الانتخابات وتحويلها لهيئة مستقلة لافتا إلى أنه ما دامت تنظم من طرف الإدارة فسيبقي الشك قائما. وتشكل الانتخابات البلدية في الجزائر موعدًا عامًا, بالنسبة للأحزاب السياسية لأنها تمثل موعدًا تحضيريًا لأكبر الاستحقاقات السياسية في البلاد المقررة في ربيع 2019.