الجزائر ـ ربيعة خريس
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي، عند الأحزاب السياسية في الجزائر، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المزمع تنظيمها بداية مايو / آيار، إلى فضاء مهم للصراع الانتخابي، وساحة افتراضية لإقناع الناخبين بالبرامج الانتخابية، ووسيلة كافية للحشد والتعبئة سواءً بالتصويت على حزب معين أو مقاطعة الانتخابات ككل، وكان أول من أبدى اهتمامه بمواقع التواصل الاجتماعي، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، وهو تشكيلة ثانية سياسية في الجزائر، أحمد أويحي، الذي يراهن كثيرًا عليها لكسب رهان الانتخابات .
وأشرف، أخيرًا، على عقد ندوات وطنية في تقنيات الاتصال على شبكة الأنترنت لفائدة مسيري صفحات التواصل الاجتماعي " فيسبوك " على مستوى تشكيلته السياسية، ودعا أويحي المشرفين على تسيير شؤون الحزب عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبر 48 محافظة إلى حشد أكبر عدد من المنخرطين الكترونيًا، بخاصة من الشباب.
ونوه إلى أهمية هذه المواقع التي يولي لها أهمية كبيرة في دخول المعترك السياسي المقبل لتحقيق عدد أكبر من الأصوات في الانتخابات التشريعية ، واستدل أحمد أويحي بنجاح حملة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، نفس الأمر ينطبق على حركة مجتمع السلم الجزائرية، أكبر تنظيم للإخوان المسلمين في الجزائر، وأشرفت قيادة الحركة على تنظيم الكثير من الدورات التكوينية، بشأن شبكة التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد، وتستغل قيادة الحركة، هذه المواقع، للترويج لكل النشاطات الجوارية التي تقوم بها، في محاولة منها لإقناع الناخبين ببرامجها وأفكارها.
ويراهن رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، والوزير الجزائر السابق عمار غول، على استقطاب فئة الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقال في تصريحات صحافية، أخيرًا، إن نحو 80 في المائة من المترشحين للانتخابات من عنصر الشباب الذي تفتح له الفرصة لتصدر الفضاء السياسي عبر تجمع أمل الجزائر حيث أطلق تاج هاشتاغ بالمناسبة لتشجيع الشباب على دخول غمار الحياة السياسية والترشح ضمن قوائم الحزب.
ويرى المحلل السياسي الجزائري، عبد القادر بن شريط، أن التشكيلات السياسية في الجزائر تسعى جاهدة إلى كسب ود الناخبين ومحاولة إقناعهم بالتوجه نحو صناديق الاقتراع، بسبب تخوفها من ارتفاع نسبة العزوف الانتخابي، فمعظم التشكيلات السياسية تطالب السلطات الجزائرية بمحاولة ايجاد حلول لهذه الظاهرة.
وقال المتحدث " إن الأحزاب السياسية بمختلف أطيافها لا يمكن لها أن تركز كثيرًا لأن الفضاء الأزرق غير قادر على التأثير على الناخب، بالنظر إلى بروز ظاهرة المقاطعة في المجتمع الجزائري، بدليل الانتخابات البرلمانية الماضية والتي نظمت عام 2012، ووفق الإحصائيات الرسمية التي كشفت عنها وزارة الداخلية الجزائرية فقد صوت 11 مليون جزائري من أصل 22 مليون ناخب، ويرى متتبعون للشأن السياسي في الجزائر أن هناك فئة كبيرة من الجزائريين تفضل التعبير عن موقفها في صمت تام، لذلك يضطر قادة الأحزاب السياسية إلى غزو الفضاء الأزرق، وتشرع أولا في جس النبض ثم تدخل حلبة المنافسة لمحاولة تعبئة الجماهير لربح معركة فيسبوك.