رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال

يخيم غموضًا كبيرًا، على عملية ضبط القوائم الانتخابية داخل الحزب الحاكم في الجزائر، فقبيل ثلاثة أيام من انتهاء آجال إيداع القوائم الانتخابية على مستوى وزارة الداخلية الجزائرية، تجهل العديد من قيادات حزب الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة وحتى أعضاء من تشكيلة المكتب السياسي للحزب، مصير القوائم الانتخابية ومتصدريها. وما زاد الأمور تعقيدا، داخل حزب جبهة التحرير الجزائرية، تواتر أنباء تكشف عن سحب وزراء من حكومة عبد المالك سلال ملفات ترشحهم، في ظل غياب معطيات رسمية تؤكد صحة هذه المعلومات من عدمها.

وكان الأمين العام لحزب الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، قد أكد في وقت سابق ترشح ثمانية وزراء من الحكومة الجزائرية للانتخابات البرلمانية المقبلة، ويتعلق الأمر بكل من وزير النقل الجزائري ووزير الموارد المائية ووزيرة العلاقات مع البرلمان ووزير التعليم العالي والبحث العلمي وغيرهم. وتسود حالة من الترقب والقلق داخل أروقة الحزب الحاكم، في انتظار الإفصاح عن نتائج دراسة ملفات الترشح التي أوكلت مهمتها للجنة يترأسها الأمين العام للتشكيلة السياسية جمال ولد عباس.

وتجهل قيادات داخل الحزب مصير القوائم الانتخابية، وقال مصدر قيادي في تصريحات صحافية إلى "العرب اليوم" إنه وللمرة الأولى يشهد الحزب الحاكم عملية غربلة ملفات المترشيحن وترتيب القوائم الانتخابية في سرية وتكتم تام بعيدا عن أعين وسائل الإعلام. وعكس الحزب الحاكم أنهى التجمع الوطني الديمقراطي، يقوده مدير ديوان الرئيس الجزائري، أحمد اويحي، وهو ثاني تشكيلة سياسية في الجزائر، عملية ضبط القوائم الانتخابية في 30 محافظة من الجزائر ولا تزال العملية قائمة في باقي المحافظات.

ورشح التجمع الوطني الديمقراطي، وزيرا وحدا من وزراء تشكيلته السياسية وهو وزير المجاهدين الجزائري الطيب زيتوني، على رأس محافظة وهران. الوضع نفسه ينطبق على الاتحاد الإسلامي الجزائري، الذي يضم ثلاثة تشكيلات سياسية محسوبة على التيار الإسلامي وهي كل من حركة البناء الوطني وحركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية التي يقودها الشيخ عبد الله جاب الله، فقد طوى هذا الأخير ملف القوائم الانتخابية، وأنهى "السوسبانس" الذي كان يخيم على رأس قائمة محافظة الجزائر العاصمة، وحسب التصريحات التي أدلى بها النائب بالبرلمان الجزائري عن جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، فقد تم الاتفاق على تصدر النائب عن جبهة العدالة والتنمية حسن لعريبي، رأس قائمة العاصمة، وكان نائبا طيلة الخمس سنوات الماضية عن محافظة سوق اهراس شرق الجزائر.