عودة 130 أسرة نازحة

أعلنت وزارة الهجرة العراقية عودة نحو 130 ألف أسرة نازحة إلى المناطق المحررة في محافظة الأنبار، الأحد، بعد استعادة القوات العراقية السيطرة على أكثر من 90 في المئة من مدن المحافظة من قبضة تنظيم "داعش".

وقال مدير دائرة الهجرة في محافظة الأنبار غرب العراق، محمد رشيد، في بيان صحافي اطّلعت عليه "العرب اليوم" إن مدن الرمادي والفلوجة والرطبة وهيت والكرمة والخالدية وحديثة، شهدت عودة 130 ألف أسرة نازحة، وأشار إلى أنّ "عدد الأسر النازحة التي ما زالت تعيش في المخيمات يبلغ نحو 22 ألف أسرة، تعاني ظروفا قاسية بانتظار عودتهم إلى مناطقهم المحررة".

وأعرب نازحون عائدون إلى مناطقهم المحررة عن سعادتهم لخلاصهم من معاناة المخيمات التي استمرت نحو ثلاثة أعوام مريرة من النزوح والتشرد.
الحاج معتز الدليمي وهو من سكنة الرمادي ذكر لـ"العرب اليوم" أن "محنة النزوح كانت طويلة ومريرة، ولم نكن نتخيل يوما أننا سنعود إلى مناطقنا. ورغم أننا وجدناها مدمرة لكن العيش وسط أنقاض مدننا أفضل من الحياة في مخيمات النزوح المتكررة"، مضيفا في الوقت ذاته أن رحلة النزوح كانت قاسية خاصة أن الحكومة ووزاراتها لم تقدم لنا شيئا، واعتمدنا على المنظمات المدنية والناشطين، ولا نريد تكرار هذه المأساة مرة أخرى".

هذا وشهدت مدن الأنبار منتصف عام 2014، أكبر موجات تهجير في تاريخ البلاد بسبب المعارك التي اندلعت بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والقوات العراقية، حيث كانت أكبر موجة هجرة شهدتها الأنبار مطلع ومنتصف عام 2015 حين نزح أكثر من 150 ألف مدني من مدينة الرمادي، مركز الأنبار، عقب سيطرة تنظيم "داعش" على المدينة، سبقتها موجات هجرة كبيرة لأكثر من 500 ألف مدني من الفلوجة وضواحيها نحو إقليم كردستان وعدد من مدن البلاد.

في سياق متصل، ذكرت مصادر أمنية في الأنبار أن "الدوائر المعنية والقوات الأمنية، وبعد إكمال تنظيف المناطق المحررة من المخلفات الحربية، يشكو البعض من عدم تأمين بعض المباني والدور لا سيما دور النازحين التي أقدم "داعش" على تفخيخها".

المصادر أكدت أنه "ما زالت مناطق معينة في الفلوجة والرمادي ومدن أخرى، غير مؤمّنة، بسبب العبوات الناسفة والمنازل المفخخة التي تحتاج إلى جهود هندسية مضنية، والعمل جارٍ تمهيدا لإعادة النازحين من أهلها في الأيام المقبلة ، لكن البعض من النازحين من مدن الأنبار وبحسب مراقبين فإنهم سيكونون مجبرين على البقاء في مخيمات النزوح حتى تصرف الدولة، تعويضات مالية لهم لترميم وإعادة بناء منازلهم المدمرة بالكامل".

أم ماجد المحمدي فتحدثت لـ"العرب اليوم" أن حي البكر تم تدميره بالكامل، بسبب الحرب التي نشبت بين "داعش" والقطعات الأمنية العراقية المشتركة ، مضيفة أن الحالة المادية لأغلب العائلات صعبة جدا ولا تملك مالا كي تعيد ترميم منازلهم، مشيرة إلى أن "على الدولة أن تأخذ بعين الاعتبار صرف تعويضات مالية مناسبة للمدمرة منازلهم، ليتمكنوا من إعادة بنائها أو تأهيلها على الأقل حتى تنتهي معاناة النزوح القاسية إلى الأبد".

هذا وتستمر موجات النزوح من مدينة الموصل شمال العاصمة بغداد نحو أطراف المدينة، في وقت أكملت فيه القوات العراقية سيطرتها على الجانب الأيسر من الموصل بعد معارك ضارية مع تنظيم "داعش".

إلى ذلك، توقع مراقبون حصول موجات نزوح أخرى من مدن عنّه وراوه والقائم غرب الأنبار التي ما زال تنظيم "داعش" يسيطر عليها حتى الآن، في حين تستعد القوات العراقية لشن عملية عسكرية كبيرة، لاستعادة تلك المدن بعد انتهاء معركة الموصل.

ومع عودة آلاف النازحين إلى مناطق ومدن الأنبار المحررة، تشهد الموصل في أقصى شمال البلاد هجرة مستمرة نحو المخيمات والمناطق الصحراوية، حيث تستعد القوات العراقية لاقتحام الساحل الأيمن من الموصل، بهدف استعادة السيطرة الكاملة على المدينة.

إلى ذلك أعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن محمود الفلاحي، الاثنين، تفكيك 20 عبوة ناسفة وضبط كميات من الأسلحة والصواريخ في منطقة البو ريشة شمالي الرمادي ومنطقة البو هوى في قضاء العامرية جنوبي الفلوجة، وقال الفلاحي إن "القوات الأمنية نفذت عملية أمنية واسعة النطاق وبشكل متزامن في منطقة البو ريشة شمالي الرمادي والبو هوى في قضاء العامرية جنوبي الفلوجة، أسفرت عن تفكيك 20 عبوة ناسفة وضبط أسلحة وصواريخ منها سلاح رشاش نوع بازوكة".