صنعاء - خالد عبدالواحد
بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، والوية الحماية الرئاسية في مدينة عدن جنوبي اليمن، وصل وفد عسكري وأمني من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى مدينة عدن جنوب اليمن، للوقوف على استجابة الأطراف المعنية لقرار قيادة التحالف العربي، بوقف إطلاق النار، وعودة الأوضاع لما كانت عليه قبل اندلاع الأحداث يوم الأحد الماضي.
وأكد الوفد الوقوف مع اليمن وشرعيته الدستورية حتى يتم تحرير كافة أراضيه، مشددا على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، وعودة الحياة والهدوء إلى مدينة عدن، والتركيز على دعم جبهات القتال، لتخليصه من الميليشيات الحوثية الإيرانية، ونبذ الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد.
وأوضح رئيس لجنة الوساطة في عدن العقيد ركن مسفر الحارثي، عودة مظاهر الحياة إلى العاصمة المؤقتة عدن، وتسلم الحكومة الشرعية المقرات والمعسكرات التي سيطر عليها مسلحو المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الأيام الماضية.
وفي مؤتمر صحافي، عقد في مقر قوات التحالف العربي بالعاصمة المؤقتة عدن جنوب البلاد، قال قائد القوات السعودية محمد بن سعيد، أن الوضع في عدن مستقر وكافة الأطراف التزمت التزاما تاما بالبيان الصادر من قيادة التحالف العربي . وأضاف ان الدفع اليوم هو من أجل أمن واستقرار اليمن وحل كل الخلافات بين الفرقاء بالحوار، ودعا كافة الأطراف اليمنية إلى التعامل بالحكمة والتأكيد على هدف رئيسي وهو دحر مليشيا الحوثي ، وأكد أن الإمارات والسعودية هدفهما واحد ورؤيتهما مشتركة وليس لهم أي أطماع في اليمن إلا ان يكون آمن ومستقر .
وقال القائد الإماراتي محمد مطر الخيلي، إن المملكة العربية السعودية والإمارات جنباً الى جنب الى جانب الشعب اليمني ويقودون المصالحة بين الأطراف اليمنية، ايماناً منهم بأهمية اليمن والحفاظ على السلم الإقليمي والدولي في المنطقة، مضيفا ان مستقبل اليمن يجب ان يكون هدف الجميع من خلال تغليب المصلحة الوطنية وان نتجنب انشغالنا في خلافات ضيقة تحرفنا عن أهدافنا الرئيسية .
وتابع الحارثي في تصريحات صحافية، أن عملية تبادل الأسرى وتسليم المعسكرات جرت بنجاح، والحياة عادت إلى طبيعتها وبدأت المؤسسات تمارس عملها، وأضاف أن الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي اتفقا على توجيه أسلحتهم إلى ميليشيات الحوثي الإيرانية.
ونفى رئيس لجنة الوساطة، صحة ما أوردته بعض المواقع الإخبارية حول فرض المجلس الانتقالي شروطا معينة، قائلاً: "ليس هناك أي شروط من أي طرف، والجميع شركاء في مواجهة الانقلاب وفرض الاستقرار وتحريك عجلة التنمية والبناء".
من جانبه كشف السفير السعودي في اليمن محمد سعيد آل جابر في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اليوم الخميس، عن عودة الهدوء والأمن إلى مدينة عدن. وقال آل جابر في تغريدة موجزة على حسابه في تويتر “تحالف_الاخوة_يعيد الهدوء والامن في عدن…”، وأضاف “فشلت ابواق الفتنة وانتصرت الحكمة”.
وفي السياق، أعلنت الخطوط الجوية اليمنية عن استئناف رحلاتها من وإلى مطار عدن الدولي ابتداء من اليوم الخميس بخط سير القاهرة - عدن - القاهرة، وأوضحت اليمنية في بيان صادر عنها ، أن توقف الرحلات إلى مطار عدن الدولي خلال اليومين الماضيين كان بسبب الأحداث التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، مؤكدة أنها ستعمل على حل كافة الإشكاليات والحجوزات السابقة للمسافرين . وقالت الحكومة اليمنية إن عدد القتلى والجرحى التي خلفتها المواجهات في العاصمة المؤقتة عدن بلغت نحو 311 حالة.
وكشفت وزارة الصحة العامة والسكان أن "الأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن خلال اليومين الماضيين خلفت 21 قتيلا و290 جريحاً". ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن وكيل وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور جلال باعوضة قوله إن "أغلب حالات الجرحی التي استقبلتها المستشفيات عدن العامة والخاصة ومنظمة أطباء بلا حدود في حالات حرجة مما يعني احتمالية ارتفاع عدد القتلى".
وشهدت العاصمة المؤقتة عدن اشتباكات طاحنة منذ ثلاثة أيام بين قوات الحماية الرئاسية التابعة للشرعية وقوات الحزام الأمني والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعومين من الإمارات. وكان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحظى بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلن قبل اسبوع التصعيد في وجه الحكومة اليمنية التي تتخذ من عدن مقرا لها متوعدا باسقاطها.