اختطاف اللبنانيين في بغداد

كشفت وسائل إعلام لبنانية، الإثنين، أن اختطاف اللبنانيين الثلاثة في بغداد والذين تم تحريرهم في وقت سابق، تم عبر استدراجهم من قبل شخص يعمل لدى وزير عراقي سابق.

وذكرت صحيفة "المستقبل" في تقرير لها، نشر اليوم الإثنين، أن مصادر أمنية لبنانية أكدت استدراج المختطفين الثلاث عماد الخطيب، نادر حمادة وجورج بتروني، كان قد بدأ منذ أسابيع من خلال تواصل شخص يدعى "خالد" مع أحدهم فأوهمه بأنه يعمل لدى وزير عراقي سابق، طالباً منه العمل سويا لعقد صفقات استثمارية ضخمة في لبنان بقيمة 100 مليون دولار مخصصة لتنفيذ مشاريع كبرى وشراء عقارات وبناء مؤسسات تجارية، حينها طلب منه بتروني تحويل مبلغ 100 ألف دولار لإثبات الجدية وحسن النية.

وأضافت الصحيفة أن المدعو "خالد " وعد بتنفيذ ذلك، وعاد ليتواصل معه لاحقاً مشدداً على ضرورة المجيء إلى بغداد وعقد لقاء عمل مع الوزير العراقي السابق عند تمام الساعة الخامسة من بعد ظهر الأحد الماضي(  22 تشرين الأول)، واعداً بإرسال موكب خاص لاستقبال رجال الأعمال اللبنانيين في المطار وإيصالهم إلى مكان الاجتماع بالوزير المزعوم.

وأوضحت أن "بتروني والخطيب وحمادة، حاولوا التأكد عبر طرق ووسائل متعددة من جدية الموضوع لكن من دون الوصول إلى خلاصات ومعطيات حاسمة بهذا الخصوص نتيجة احتيال واحتراف الطرف الآخر"، حيث قرر اللبنانيون الثلاثة التوجه إلى بغداد ووصلوا عند الساعة الواحدة ظهراً من يوم الأحد، وأرسلوا إلى أصدقائهم صورة مع سائقهم عند الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر قبل أن تنقطع أخبارهم عند تمام الخامسة.

وتابعت الصحيفة ان "مجهولا تواصل ليلا مع ذويهم ليبلغهم بنبأ اختطافهم في رسالة تحذرهم من مغبة الاتصال بالقوات الأمنية أو أية جهة ديبلوماسية تحت طائل تعريض حياتهم إلى خطر شديد".  وبعد إبلاغ الجهات الأمنية اللبنانية بالموضوع، تم تشكيل لجنة أمنية مشتركة بين شعبة المعلومات والأمن العام مهمتها التواصل مع الاستخبارات العراقية لتأمين سلامة وتحرير المخطوفين اللبنانيين، كما تشكلت لجنة أمنية عراقية لمتابعة الملف بالتعاون مع السلطات اللبنانية.

وأشارت الصحيفة إلى ان "التنسيق اللبناني العراقي جرى بعيداً عن وسائل الإعلام حرصاً على سلامة المخطوفين، لكن نشر إحدى الوسائل الإعلامية خبر الاختطاف أدى ذلك إلى عرقلة المفاوضات مع خاطفيهم الذين أضحوا أكثر حذراً فاستبدلوا أرقامهم الخلوية وعمدوا إلى تفريق المختطفين الثلاثة لجعل أية عملية لتعقبهم وتحريرهم أكثر تعقيداً وصعوبة".

وختمت بالقول إنه وبعد أيام من العمل الأمني والاستخباراتي المستمر، واستناداً إلى التقنيات الحديثة في الاتصالات، نجح التعاون بين كل من شعبة المعلومات والأمن العام والاستخبارات العراقية في رصد مكان تواجد الخاطفين، وتم تحرير المخطوفين الثلاثة، ثم داهمت الأجهزة الأمنية العراقية مكان وجود الخاطفين فاشتبكت معهم وقتلت واحداً منهم واعتقلت آخر بينما تمكن بعضهم من الفرار. يُذكر أن المخطوفين اللبنانيين الثلاثة وصلوا مساء الأحد،على متن طائرة خاصة إلى مطار رفيق الحريري الدولي حيث كان في استقبالهم وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وحشد كبير من ذويهم.