الجزائر – ربيعة خريس
أخرج لقاء رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحي، بقادة أحزاب الموالاة في البلاد، الأحد، المعارضة عن صمتها وقالت إن الغرض منه هو تحقيق مآرب سياسية لا غير. وقد جاء هذا اللقاء، أيام قليلة قبيل عرض رئيس الوزراء، لمشروع قانون الموازنة 2018، أمام البرلمان بغرفتيه لمناقشته والمصادقة عليه، ووقعت أصابع اختيار أويحي، على الأحزاب الممثلة في البرلمان والتي تحوز على أغلبية المقاعد النيابية، وهو الأمر الذي يسمح لقائد الجهاز التنفيذي بعرض مشروع قانون الموازنة وافتكاك تأشيرة المصادقة عليه بغالبية أصوات النواب.
ووجهت المعارضة في البلاد، انتقادات حادة للقاء، في وقت وقف رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحي، اللقاء بالطبيعي والتشاوري ولا يحمل أي دلالات لإقصاء المعارضة، وأثارت المعارضة عدة تساؤلات عن المغزي الحقيقي وراء اللقاء وهل كان فعلا من أجل مشروع قانون الموازنة لعام 2018، أم أنه تحضيرا للأغلبية الحزبية والرأي العام بخصوص الانتخابات الرئاسية المقررة ربيع 2019.
ويقول رئيس الكتلة البرلمانية لمجتمع السلم، القوة السياسية الثالثة في البرلمان الجزائري، ناصر حمدادوش في تصريحات لـ"العرب اليوم" إن لقاء أويحي بقادة الموالاة له من وراءه مآرب سياسية لها علاقة بالانتخابات الرئاسية المقررة ربيع 2019، وأيضا أخذ زمام المبادرة من حزب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في قيادة أحزاب السلطة. وتابع ناصر حمدادوش، قائلا إن رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي يسعى إلى حشد المزيد من الدعم مع أنه متأكد من تمرير القوانين كما تأتي من الحكومة دون تغيير لا نقطة ولا فاصلة، إلا أن ترجع المصوتين بنعم على مخطط عمل الحكومة في مجلس النواب دفعه إلى ضمان تأييد أكثر لمشروع قانون الموازنة، موضحا أن رئيس الوزراء الجزائري تلقى صفعة قوية في التصويت على مخطط عمله، إذ تراجع الدعم من 402 نائب لمخطط رئيس الوزراء الجزائري الأسبق عبد المجيد تبون إلى 353 نائب لمخططه، وارتفعت المعارضة لمخططه من 32 نائب لمخطط تبون إلى 64 نائب لمخططه.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لمجتمع السلم، إن تشكيلته السياسية ليست ضد الحوار من حيث المبدأ، وهي من دعت وحرصت عليه وهو سلوكها السياسي منذ التسعينات، ولم تختلف عن جولاته يوما، بحيث يكون حوارا حقيقيا وبإرادة صادقة مع جميع الشركاء السياسيين.
وبخصوص الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء الجزائري للمعارضة، خاطب ناصر حمداوش، رئيس الديوان الرئاسي الأسبق قائلا " نتمنى ألا يكرر علينا رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي هذه الدعوة، ففي كل مناسبة يتحاور فيها مع نفسه، ليبرّر السلوك الحزبي داخل مؤسسات الدولة، ولن يكون حوارا ناجحا إلا إذا حوارا وطنيا شاملا مع جميع الشركاء السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، وبمضمون حقيقي وفق رؤية سياسية واقتصادية"، موضحا أن الحوار لن يكون حقيقا إلا إذا كان بالتواضع والتنازل المتبادل الذي يفضي إلى التوافق وليس مجرد الموافقة، فالحوار يجب أن يكون بين المختلفين وليس بين المتوافقين، وهو ما يقضي القبول بالآخر والواضح لحد الآن أن الحكومة تعترف بجزءٍ من الأزمة وليس كلها، وتعترف بها دون الاعتراف بأسبابها الحقيقية، وهو ما يصعّب الوصول إلى القواسم المشتركة في التشخيص والحل.
وأكد ناصر حمدادوش أن رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحي، لا يزال يثبت أنه ليس رجل الحوار وليس رجل التوافق وليس رجل المرحلة بالنسبة للدولة والشعب، وقد يكون رجل السلطة ووفق توازنات النظام فقط، ولا يزال سلوكه حزبي وليس بثقافة رجل الدولة، ولا يزال صداميا وعدوانيا أكثر منه استشرافيا للمستقبل.