دمشق -العرب اليوم
حاجز العروبة في مخيّم اليرموك، ونحو 3 آلاف عائلة مدنيّة مخاصرة خلفه ضمن المخيّم، محور الحدث الأبرز إنسانيّاً وأمنيّاً، منذ بداية الشهر الجاري، حيث تتكثّف معاناة المدنيين بفعل إجراءات الأطراف المتصارعة وانعكاساتها على الشريان الوحيد للأهالي بإتجاه بلدات جنوب دمشق، ما يهدد المدنيين المحاصرين بمجزرة جوع جديدة وفق ما يؤكد ناشطون، كما ويتواصل انقطاع طلّاب المخيّم عن مدارسهم بفعل محاربة "داعش" للعملية التعليمية، يأتي ذلك في ظل استمرار الانتهاكات الناريّة ضد مخيّم درعا جنوبي سورية وتواصل الانتهاكات في مخيّمات أخرى، في حين لم تغب الأنشطة الوطنية والفنيّة والرياضيّة عن حياة اللاجئين في بعض المخيّمات.
فقد دخل تعقيد جديد دخل على خط أزمة حاجز العروبة، بعد أن أعادت فصائل المعارضة فتح الحاجز جزئيا، لتردّ قوّات النظام السوري بإغلاق حاجز بلدة بيلا الخاضع لها، للضغط على فصائل المعارضة ودفعها لإغلاق حاجز العروبة من جديد. وهذا التعقيد تكشّفت معطياته صباح السبت 11 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث جرى إغلاق معبر العروبة الفاصل بين مخيّم اليرموك وبلدة يلدا، أمام حركة عبور المدنيين، وكان مصدر مطلّع في جنوب دمشق، حيث أنّ إغلاق فصائل المعارضة للحاجز جاء خضوعاً من قبلها لتهديدات تلقتها من قبل النظام السوري، مفادها إمّا أن تُغلق المعارضة في بلدات جنوب دمشق الثلاث " يلدا- ببيلا – بيت سحم"، المعبر مع مخيّم اليرموك، أو سيتم اعتبار البلدات الثلاث متضامنة مع تنظيم "داعش" وبالتالي عليها تحمّل تبعات ذلك، وفق ما قال المصدر.
وجاء التطور الجديد المُشار إليه، عقب قرار اتخذته فصائل المعارضة في السادس من الشهر الجاري، بفتح المعبر بشكل كامل أمام عبور المدنيين والطلاب والموظفين باستثناء الشباب، وذلك بشكل يومي من الساعة السابعة صباحاً حتى الرابعة عصراً، في حين منع "داعش" ، طلّاب المدارس في مخيّم اليرموك من العبور إلى بلدة يلدا عبر حاجز العروبة، للالتحاق بمدارسهم البديلة في جنوب دمشق.
وواصل التنظيم منعه لطلّاب المدارس من أبناء المخيّم من العبور بإتجاه بلدة يلدا للالتحاق بمدارسهم البديلة في جنوب دمشق، حتى تاريخ اليوم حيث أغلق العبر نهائيا، وذلك في سياسة متعمّدة لمحاربة العمليّة التعليمية في المخيّم. ووفق مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في جنوب دمشق، فإنّ التنظيم كان يماطل بفتح الحاجز في ساعات الصباح، لحين انتهاء اليوم الدراسي، وذلك بهدف حرمان الطلّاب من الاستفادة من ساعات فتح الحاجز والتي حددتها فصائل المعارضة في يلدا، من الساعة السابعة صباحاً حتّى الرابعة عصراً من كلّ يوم.
وفي سياق انتهاكات "داعش" في مخيّم اليرموك أيضاً، قال متطوّعٌ في منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، طلب عدم الكشف عن اسمه " أنّ متطوعي الهلال قد تلقوا تهديدات من عناصر "الحسبة" لدى تنظيم "داعش" بالقصاص في حال استمرّوا بإرتداء السُتَر التي تحمل شعار المنظّمة، بإعتبارها "شعار كُفري" وفق رؤية التنظيم.
وأضاف، أنّ عناصر التظيم قد أبلغوا أعضاء منظمة الهلال الأحمر، بإزالة شعارات المنظّمة الإنسانيّة عن السيارات التابعة لها، تحت طائلة منعها من الدخول إلى المخيّم. وفي جنوب دمشق خرجت يوم الأربعاء 8 تشرين الثاني، حالتان اسعافيّتان من أبناء مخيّم اليرموك المهجّرين في جنوب دمشق، إلى العاصمة السوريّة دمشق لتلقي العلاج.
وفي سياق تمسكّهم بأنشطتهم الوطنيّة رغم ظروف الحصار، احتشد المئات من طلّاب وأهالي مخيّم اليرموك المهجّرين في بلدات جنوب دمشق الثلاث " يلدا- ببيلا- بيت سحم" الخميس 2 تشرين الثاني، في بلدة يلدا، وذلك في وقفة لإحياء ذكرى المئوية لـ" وعد بلفور" المشؤوم الذي مهّد لاغتصاب فلسطين. والوقفة التي جاءت، بدعوة وتنظيم من مؤسسة "جفرا للإغاثة والتنمية الشبابية"، شارك بها المئات من طلّاب مدرسة الجرمق البديلة، وأهالي المخيّم، والقيت خلالها كلمة أكّدت على تمسّك أهالي المخيّم وعموم اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين التاريخيّة، كما شددت على استمرار إحياء الذاكرة الوطنية الفلسطينية لدى الاجياء رغم كل الأزمات التي يمر فيها الشتات الفلسطيني، خصوصاً في سورية بظل الأزمة الراهنة.
وفي مخيّم خان دنون بريف دمشق، أقيم يوم السبت 4 تشرين الأوّل/أكتوبر، معرضاً بعنوان "يوم التراث الفلسطيني" في قاعة صالة النور وسط المخيّم، وذلك بدعوى و تنظيم من قبل "ملتقى خان دنون الثقافي الفلسطيني" و"الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينين" لمناسبة مئوية "وعد بلفور" المشؤوم. وضمّ المعرض، مقتنيات تراثية وأعمال فنيّة وفلكلوريّة، تنوعت بين فنون التطريز الفلسطيني، والمجسمّات الفنيّة التي تجسد معالم فلسطينية بارزة، بالإضافة إلى محاكات تمثيليّة لبعض العادات الفلسطينية المتجّذرة، وذلك بإشراف الباحث موسى أبو رائد، والفنان مصطفى عبد الله.
أما مخيم درعا فقد تعرّض ، إلى انتهاك ناريّ جديد من خلال قصفٍه بقذيفة هاون. ويأتي هذا الاستهداف، في سياق الخروقات المستمرة لهدنة وقف إطلاق النار التي جرت في تموز/يوليو الماضي، بين فصائل المعارضة المسلّحة والنظام السوري، والتي تحول دون عودة معظم النازحين إلى مخيّمه. وفي مخيّم جرمانا بريف دمشق، أقامت مؤسسة "جفرا للإغاثة والتنمية الشبابية" الأحد 5 تشرين الثاني، نشاطاً ريّاضيّاً في مخيّم جرمانا للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السوريّة دمشق، وذلك بمناسبة الذكرى المئوية لـ"وعد بلفور" المشؤوم.
النشاط الذي أُقيم في ملعب المخيّم، جمع عشرات الأطفال من أبناء مخيّم جرمانا، حيث قدّموا عروضاً رياضيّة وفنيّة، تنوّعت بين استعراض مهاراتهم في رياضة الجمباز والكاراتيه وكرة القدم، بالإضافة إلى لوحات من الرقص الشعبي الفلكلوري. واختتم النشاط، بتكريم الأطفال المشاركين في النشاط، بتقليدهم الميداليّات الرياضيّة، كما كرّمت "جفرا" في ختام النشاط، الطلّاب المتفوقين في امتحانات الشهادة الثانوية من أبناء المخيّم.
فيما أكدت مصادر في جنوب دمشق، قيام تنظيم "داعش" بإعتقال عددٍ من المدنيين من أبناء مخيّم اليرموك فور عودتهم من بلدة يلدا إلى المخيّم يوم الإثنين 6 تشرين الأوّل، عبر حاجز العروبة، بتهمة حيازتهم علب سجائر لإدخالها إلى المخيّم.