الجزائر – ربيعة خريس
تتجه الولايات المتحدة الأميركية، نحو شن عمليات عسكرية واسعة على حدود الجزائر مع النيجر عقب الهجوم الذي استهدف جنود أميركيين، قتلوا رفقة خمسة نيجريين، نفذه سكان محليون على ارتباط بتنظيم "داعش"، في المنطقة المسماة " تونغو تونغو " التابعة لشمال تيلابيري على الحدود الجزائرية الجنوبية.
وقال رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية المشتركة الجنرال جو دانفورد، إن لدى تنظيم داعش تطلعات لتأسيس تواجد أكبر له في أفريقيا. وستمتد هذه العمليات العسكرية حسب تصريحات المسؤول الأميركي إلى مناطق واسعة وقد تمتد إلى غرب أفريقيا، نظرا لوجود معلومات أمنية تؤكد رغبة تنظيم داعش، في تأسيس تواجد ملموس له خارج العراق وسورية بعد خسارته الموصل والرقة.
ويبلغ أعداد لقوات الأميركية المتواجدة في النيجر حوالي 800 عنصر، وهي تمثل حاليا الأكبر بين القوات المتواجدة في بلدان القارة. وقال دانفورد إن الإرهابيين أصبحوا يشكلون تهديدا كبيرا، يمتد من ليبيا إلى صحراء سيناء المصرية مرورا بشرق أفريقيا وغربها. وقبيل شروعها في تنفيذ عمليات عسكرية، حاولت واشنطن إقناع لجزائر بإقحام الجيش الجزائري في عمليات عسكرية خارج الحدود، في وقت تتمسك هذه الأخيرة بموقفها لرافض للتدخل خارج الحدود امتثالا لدستور البلاد، وتشدد على رفضها القاطع للتدخل العسكري الأجنبي في دول تشترك معها في الحدود وتشجع على الحلول لسياسية بدل العسكرية.
وكشف مساعد منسق سياسية محاربة الإرهاب بالخارجية الأميركية رافي غريغوريان، الذي يزور الجزائر بمناسبة انعقاد المنتدى العالمي حول مكافحة الإرهاب، إنه أبلغ السلطات الجزائرية طلب واشنطن، والمتمثل في إمكانية مشاركة الجيش الجزائري في عملية عسكرية موسعة، مرتبطة بالكمين الذي استهدف القوات الخاصة الأميركية بالنيجر.
وقال إنه لم يحصل بعد على موافقة مبدئية من السلطات الجزائرية بخصوص دخول قواتها في حرب خارج حدود بلادها، لكنه أكد أن الجزائر ترفض التدخل العسكري خارج حدودها لدواع متعلقة بالدستور الجزائري.
وفي خضم هذا الحراك أعلنت قيادة المؤسسة العسكرية في البلاد حالة الاستنفار، وذلك عقب تفجر الأوضاع العسكرية والأمنية في الدول المجاورة خاصة في مالي والنيجر، وكثف الجيش الجزائري تواجده داخل المدن والمنشآت الحيوية خوفا من تسلل إرهابيين وتنفيذ هجمات انتحارية.