ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

هزّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، المجتمع مرات عدة، فَتح ملفات مسكوت عنها منذ سنوات، يرغب إعادة المملكة إلى الإسلام الوسطي، وفق تعبيره، ويؤكد أنه لا عودة لعام 1979. وقبل 3 أشهر وقف العالم متفرجاً على إجراءات "بن سلمان" المُناقضة تماماً لما اتخذها الملوك السابقون، هو الآن يُنهي العصر المحافظ المتشدد، ويدخل عصراً جديداً، وفق تعبير موقع "بي بي سي".

في سبتمبر/أيلول الماضي، وبعد 85 عاماً من المنع، صدر أمر ملكي باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخص القيادة على الذكور والإناث على حد سواء، وهو القرار الأول من نوعه منذ تأسيس المملكة عام 1932. وناضلت المرأة السعودية لقيادة السيارة منذ عام 1990، عندما قادت 47 سيدة 17 سيارة بشكل مفاجئ في الطرقات وسط ذهول المارة.

وبعد ثورات الربيع العربي، وتحديداً في 2011، أطلقت السعوديات حملة "سأقود سيارتي"، وكان أهم أهداف الحملة "استخراج تراخيص قيادة للسعوديات أسوة بالعالم، في ظل عدم وجود قانون يجرم قيادة السيدات". وفي الشهر ذاته، تبنى مجلس الشورى السعودي قراراً يُجيز للمرأة أن تصدر فتاوى شرعية بعد أن اقتصرت هذه المهمة على الرجال لأكثر من 45 عاما.

بعدها بأيام، صدر مرسوم ملكي بإعداد قانون لمكافحة التحرش، خلال 60 يومًا: "نظرًا لما يشكله التحرش من خطورة وآثار سلبية على الفرد والأسرة والمجتمع وتنافيه مع قيم ديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا السائدة ولأهمية سن نظام يجرم ذلك ويحدد العقوبات اللازمة التي تمنع بشكل قاطع مثل هذه الأفعال وتردع كل من تسول له نفسه الإقدام على مثل ذلك وبما يسهم بمشيئة الله في تعزيز التمسك بقيم ديننا الحنيف ويضمن المحافظة على الآداب العامة بين أفراد المجتمع، اعتمدوا أن تقوم الوزارة بإعداد مشروع نظام لمكافحة التحرش والرفع عن ذلك خلال ستين يومًا وإكمال ما يلزم بموجبه".

كما كسرت المملكة تقاليدها التي كانت تحظر الاختلاط بين الجنسين في ملاعب كرة القدم، وحضرت مئات السعوديات في ملعب الملك فهد، يوم 23 سبتمبر الماضي، احتفالاً بعيد المملكة الوطني. ووفق مواقع وصحف سعودية، من المتوقع صدور أمر ملكي يقضي بحضور النساء مباريات الدوري السعودي.

اليوم، وبفضّل محمد بن سلمان، وفق ما تذكره الصحف العالمية، قالت السلطات السعودية إنها بدأت إجراءات منح تراخيص لإنشاء دور للسينما في المملكة، للمرة الأولى منذ أكثر من 35 عاما على منعها.  وأوضحت وزارة الثقافة في بيان، إن الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع تنظر في منح تراخيص في هذا الصدد، وأن من المرجح أن تفتح أولى دور العرض أبوابها في مارس المقبل. وتعكف الهيئة على وضع اللوائح الخاصة بتنظيم العروض في الأماكن العامة في غضون ثلاثة أشهر.