سعد الحريري

تستضيف العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم الثلاثاء، مؤتمرًا دوليًا للدول المانحة لدعم إزمة النزوح السوري الى لبنان والأردن. وسيشارك رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في هذا المؤتمر على رأس وفد وزاري رفيع. الحريري الذي انتقل مساء أمس الاثنين الى برلين من باريس بعد لقاءاته مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء برنار كازنوف أعلن " حالة لبنان فريدة من نوعها إذ بات أكثر من ثلث قاطنيه من النازحين السوريين".

وقال: إننا سنحضر مؤتمر بروكسل ونتمنى أن يكون لفرنسا دور كبير تلعبه، فالعلاقة بيننا وبين فرنسا علاقة أخوية وصادقة، وهي ساعدت لبنان في مراحل عدة على كل الصعد، ونحن نحث كل الدول على أن مساعدة لبنان، خاصة في ما يتعلق بازمة النازحين الذين نتفهم وجودهم في لبنان ووضعهم الإنساني، ولكن يجب على المجتمع الدولي أن ينظر إلى الموضوع بشكل مختلف. لبنان لا يمكنه أن يتحمل بدلا عن المجتمع الدولي مليون ونصف المليون نازح سوري، وعلى المجتمع الدولي أن يستثمر في لبنان ويعطيه كل الإمكانيات لكي يتمكن من استكمال هذا المشوار، خاصة وأن ما يحصل في سورية لم ينته.

واضاف: أنا أرى اليوم ان هناك حكومة ورئيس جمهورية، وباستطاعتنا أن نعمل أكثر وأسرع. قد يكون في السابق لم يكن هناك توافق داخل الحكومة بالنسبة لهذا الملف، اليوم هناك توافق كبير حوله، ونحن كلبنانيين سنعمل عليه. ولفت الى أننا "في لبنان كنا نعمل دوما على اقتصاد لعدد سكان يبلغ 4.5 مليون نسمة، اليوم نعمل على اقتصاد لأكثر بقليل من ستة ملايين. والوضع الاقتصادي في البلد حين يكون النمو 1% أو أقل أو أكثر بقليل، لا يكفي لتوفير فرص عمل للبنانيين ومن ثم للسوريين. هذا الوضع كان يفترض أن يكون مؤقتا وسيبقى مؤقتا بالنسبة لنا، لأنه يجب على السوريين في نهاية المطاف حين ينتهي الصراع في سوريا أن يعودوا إلى بلدهم، ونحن علينا أن نكون واعين".

واضاف: أنتم تعرفون أنني دائما أفكر في المستقبل، وخاصة في موضوع الفراغ الرئاسي الذي حصل وكم كنت متخوفا من هذا الموضوع. فالترهل الذي حصل بسبب هذا الفراغ نلملمه بأسرع وقت ممكن مع فخامة الرئيس. ولكن اليوم وبسبب وجود مليون ونصف مليون نازح سوري، فإن الجهد الذي نقوم به يجب أن يكون أكبر بكثير. لذلك ما يدعوني للخوف أن المجتمع الدولي لا يعي بالشكل الذي نعيه نحن، لمدى تأثير ذلك على لبنان. من هنا نطلب من المجتمع الدولي أن يستثمر بكل ما لديه لمصلحة لبنان.

سئل: كيف كانت زيارتكم إلى الرياض وهل تحدثتم عن المساعدات التي كانت ستقدمها المملكة للجيش والقوى الأمنية؟ أجاب الحريري: تحدثنا بكل شيء واتفقنا على أن إنشاء لجنة عليا بين الرياض وبيروت خلال مدة شهر، ومن ثم نعود إلى المملكة بوجود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ونوقع على عدة اتفاقيات. وكما كل اللجان المشتركة، كمصر مثلا، ستكون هناك لجان اقتصادية وصناعية وأمنية وعسكرية ورحلات متبادلة بين الدولتين، وهو أمر لم يحصل في السابق، ونحن نريد أن نجسد هذه العلاقة ضمن إطار المؤسسات في لبنان والسعودية.