القيادي في الحزب الحاكم في السودان قطبي المهدي

وجه القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، د .قطبي المهدي إنتقادات حادة لحزبه، منوهًا إلى أنه يحتاج الى تطوير المفاهيم. ووصف الحزب بأنه أصبح يُكرر نفسه بإعادة ذات الأحاديث والشعارات التي أتي بها قبل 23 عاماً في بداية "ثورة الانقاذ."

وقال المهدي في مقابلة مع "العرب اليوم" إن الحزب لم يطرح رؤية جديدة لمواكبة التحديات والمتغيرات الجديدة في الساحة السياسية في السودان، وأوضح أن المؤتمر الوطني يحتاج الى تطوير في بنائه التنظيمي لجهة أن كل مرحلة لها مهام محدده، وشدد علي أن الظرف الحالي في حاجة الى جيل جديد ووصف الحزب الحاكم بالتقليدي وأضاف " المؤتمر الوطني يعيش حالة من الارتباك في مفاهيمه وجمود لعدم وضوح الرؤي والمواقف".

وكشف المهدي عن أزمة قيادة في الحزب الحاكم، لافتا الى أن لم يستطع  تقديم قيادة جديدة رغم أن الرئيس عمر البشير اعلن أكثر من مرة انه سيعتزل. وشدد على أن  الفجوة ستظل قائمة في ادبيات الحزب الحاكم تظهر بوضوح في خطابه السياسي ودستوره وفي الممارسة العملية التي قال إنها اصبحت تخضع الى كثيرمن المناورات والضغوطات المختلفة من الداخل والخارج، وأرجع الأمر لتعرضه لمؤامرات عديدة ومعارك يوميه إستنفدت طاقته وموارده وصعُب  عليه المُحافظة على الروح الاسلامية التي بنى عليها الحزب، وأشار إلي أن هذه المعارك المتعدده داخليا وخارجيا صرفته تماما منها الحروبات الداخلية والتقاطعات الدبلوماسية فى الخارج.

وقال إن إنشغال الحزب صرفه عن تنشئة اجيال بذات المفاهيم الاساسية التي إرتكز عليها في بداياته. ويواصل قطبي المهدي حديثه عن اخطاء الحزب قائلا إنه من الصعب تصحيحها رغم نشاط عدد الاصلاحيين لإعادة بناء المؤتمر الوطني من جديد، وأضاف أن "الاشياء التى خسرناها في معركتنا مع الحركة الشعبية فى دولة جنوب السودان وكثير من قضايا الحوار المتعلقة بالحدود والارتجال فى بعض السياسات المهمة"، وشدد علي ان الحزب الحاكم يتحمل فشل السياسات الإقتصادية وما يتعلق بتدني الخدمة المدنية التى يتحمل جزءا كبيرا جدا في تدهورها، وتراجع المشروعات الاساسية في البلاد مثل الجزيرة الزراعي، وإتهم  بعض العناصر في الحزب بالاستحواذ على السلطة.

وفي ما يتعلق بالحركة الاسلامية قال المهدي إنها تعاني من تراكمات عديدة ومشاكل، مُشيراً إلى أن قيادتها الحالية تُحاول جاهدة الإصلاح، وأكد أنها وصلت مرحلة بناء جديد "الحركة الإسلامية هي روح في الدرجة الاولى، وكما وصفها حسن البنا هي روح جديده تسري في اوصال الامة"، ونوه  الى أن الحركة الاسلامية في السودان هي من أتت بالنظام الحاكم، لكنه أخرجها من الحكم، وأوضح أنه رغم ذلك حال ذهاب الحزب الحاكم فأن الحركة ستتاثر بشكل كبير، مُشيراً الى انه عقب سقوط نظام مرسي ضربت الحركة الاسلامية  في مصر وتم حلها ووضعت قياداتها في السجون.