تظاهرة أمام السفارة الأميركية في عوكر

تحوّلت التظاهرة التي دعت إليها "الأحزاب والقوى الوطنية"، أمام السفارة الأميركية في عوكر احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها، إلى مواجهة بين المتظاهرين والقوى الأمنية، في ساحة عوكر بعدما عمد بعضهم إلى رشق القوى الأمنية بالزجاجات، والحجارة وإشعال النار في مستوعبات النفايات، والإطارات ومحاولة تجاوز الباب الحديدي والأسلاك الشائكة في الطريق المؤدي إلى السفارة.

ما دفع القوى الأمنية إلى استقدام تعزيزات أمنية إضافية، من عناصر مكافحة الشغب. وسجلت حالات إغماء في صفوف المتظاهرين، بسبب استخدام القوى الأمنية للقنابل المسيلة للدموع، وقرَّرت على الأثر المنظمات الشبابية والفصائل الفلسطينية التي توافدت منذ العاشرة في تظاهرة انطلقت من منطقة ضبية، إلى الانسحاب من ساحة عوكر على رغم إصرار القيمين على التظاهرة على إبقائها سلمية مع انضمام تظاهرة «الأحزاب والقوى الوطنية» إليها، بمشاركة حركة الناصريين المستقلين- المرابطون والقوى والمنظمات الشبابية اليسارية و«الحزب الشيوعي» والحزب «السوري القومي الاجتماعي» و«الجماعة الإسلامية» الذين رفعوا الأعلام اللبنانية والفلسطينية ورايات الحزب القومي السوري والعلم الإيراني.

وكانت القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي ضربت طوقاً أمنياً في محيط السفارة وقطعت كل الطرق المؤدية إليها على بعد نحو كيلومتر منها، وشهدت ساحة عوكر حال كر وفر بين المتظاهرين والقوى الأمنية. وتقدم المتظاهرون بين الحين والآخر في اتجاه الباب الحديدي والأسلاك الشائكة محاولين اجتيازها. ورشقوا القوى الأمنية بالزجاجات الفارغة والحجارة لتعود القوى الأمنية وتطلق القنابل المسيلة للدموع. وأحرق العلم الأميركي وصور لترامب، وفتحت سيارات الدفاع المدني خراطيم المياه في اتجاه المتظاهرين لتفريقهم، في وقت كان الأمين العام لـ «الحزب الشيوعي اللبناني» حنا غريب يدعو في كلمة ألقاها في التظاهرة «الدولة اللبنانية وسائر الدول العربية إلى وقف كل برامج التعاون مع الولايات المتحدة وطرد سفرائها وإغلاق القواعد العسكرية الأميركية على أراضيها». وقال: «إن الولايات المتحدة هي رأس الإرهاب العالمي الذي يجب مقاومته والراعي الأول للكيان الصهيوني». ودعا «الشعوب العربية إلى إطلاق التحركات الفورية أمام المصالح الأميركية». ورأى أن «الإدارة الأميركية، هي التي تعمل على توطين الفلسطينيين في لبنان وإلغاء حق العودة».

وشدد عضو المكتب السياسي في «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» علي فيصل على أن «النبض العربي سيبقى حياً لأن فلسطين هي قضيتنا». ولفت إلى أن «فلسطين لن تحرّر إلا بالكفاح الشعبي».

واستمرت المواجهات حتى الواحدة ظهراً بعدما نجحت القوى الأمنية في إبعاد المتظاهرين وملاحقتهم. وعملت القوى الأمنية على إبعاد الصحافيين من المكان. وتحدثت وسائل إعلامية عن توقيف 10 أشخاص: 4 لبنانيين و6 فلسطينيين، فيما أعلن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة في بيان: «أننا أرسلنا 6 سيارات إسعاف وتمت معالجة 42 حالة على الأرض ونقلت 3 حالات إلى مستشفى سرحال و4 حالات إلى مستشفى أبو جودة وحالة واحدة إلى مستشفى هارون».