البنتاغون

قالت مصادر عسكرية، الأحد ، إن جنرالات في البنتاغون أمروا بمراجعة استخدام كاميرات الخوذات التي تستعملها قوات الكوماندوز التي تشترك في الحرب ضد الإرهابيين، وذلك بعد أن نشر تنظيم داعش فيديو لمعركة في النيجر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ويعتقد أنه حصل عليه بعد أن قتل 4 جنود أميركيين و5 جنود من النيجر.

وقالت المصادر، حسب مجلة "تايم" الأميركية، إن الأوامر شملت أجهزة إلكترونية أخرى يستعملها الجنود، مثل أجهزة الاتصال اللاسلكي، وكاميرات إلكترونية أخرى. ورغم أن "داعش" لم يعلن ما حصل عليه من جثامين الجنود الأميركيين، فإن المصادر العسكرية تعتقد أن "داعش" صار يعرف أسرارا إلكترونية أميركية لم يكن يعرفها، وذلك لأنه لم يكن قد قتل 4 جنود أميركيين في اشتباك واحد، خصوصا لأن جثة واحد من الأميركيين اختفت ليومين.

وفي الأسبوع الماضي، نشر "داعش" على الإنترنت فيديو يتضمن لقطات قتالية من كاميرات خوذات لفريق القوات الخاصة الأميركية الذي كان فرع "داعش" في النيجر قد نصب له الكمين

يستمر فيديو "داعش" 9 دقائق. وفيه لقطات كاميرا خوذة مأخوذة من الأميركيين الذين قُتلوا بالقرب من قرية تونغو تونجو، في غرب النيجر، وتظهر اللقطات معركة شرسة بين الأميركيين وعشرات من مسلحين مدججين بالسلاح. أيضا، في الفيديو جزء يعتقد أن مقاتلي "داعش" التقطوه عندما اقتربوا من جثتين لجنديين أميركيين، وعندما فتشوا كاميرات الخوذات والأجهزة الإلكترونية الأخرى. وقالت مجلة "تايم": "يعتمد البنتاغون على سياسات عامة بشأن استخدام الأجهزة الإلكترونية، ولكن لا يوجد شيء يعالج تحديداً استخدام كاميرات الخوذات، التي أصبحت شائعة بشكل متزايد بين قوات العمليات الخاصة مع توفر تكنولوجيا متطورة صارت تستعمل في ساحات القتال". وقال كين ماغرو، المتحدث باسم القوات الخاصة: "الكاميرات التي تستخدمها (الكوماندوز) صادرة من البنتاغون، وغير مشفرة، وغير محمية بكلمة مرور". وأضاف: "دفع استخدام (داعش) الفيديو أداة تجنيد، قيادة العمليات الخاصة في الولايات المتحدة لتطوير سياسة إلكترونية رسمية جديدة". وقال سيث جونز، المسؤول السابق في مكافحة الإرهاب بوزارة الأمن الوطني، والذي يعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سى إس اي إس) في واشنطن: "بشكل عام، هذه التكنولوجيا فوائدها أكثر من أضرارها. لكن، يستحق الوضع إجراء مراجعة لاستخدام هذه الكاميرات، استناداً إلى ما حدث في النيجر". وقال: "صارت القوات الأميركية تقاتل كثيرا من الأعداء في كثير من دول العالم". في الأسبوع الماضي، قال الكولونيل روبرت مانينغ، المتحدث باسم البنتاغون، إن وزارة الدفاع على علم باللقطات، لكنه لم يؤكد صحة الصور أو الفيديو. وأضاف: "إنه فيديو دعاية لـ(داعش). وهو فيديو ضعيف". وقال: "لم ننتج نحن الفيديو. لهذا، لا يمكننا تأكيد شيء لم ننتجه".

وطلب مانينغ من وسائل الإعلام والمواطنين عدم مساعدة "جهود تجنيد المقاتلين من خلال مشاهدة هذه اللقطات أو عرضها... كل من يفعل ذلك سيكون متواطئا في تضخيم دعايات (داعش)".