مالبورن - العرب اليوم
انتقد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل يومين الذي قال فيه إن "لا قرار مهماً يُتخذ في لبنان وسورية والعراق وشمال افريقيا وغيرها من دون إرادة إيران"، فقال من استراليا التي يزورها حاليًا: "نحترم كل الشعوب ومن ضمنها الشعب الإيراني، ولكن لن نقبل أن يملي علينا أحد قراراً أو يتخذ عنا قراراً، هذا تصريح غير مقبول ويتخطى الأصول والأعراف الديبلوماسية المعمول بها، لذا لا يمكننا قبول المس بشعور وكرامة أي شعب".
وأضاف: "نحن شعب حر قاتلنا على مر تاريخنا منذ آلاف السنوات لنحتفظ بحريتنا وقرارنا السيد والحر والمستقل، وبالتالي لن نفرط بهما بأي شكل من الأشكال، فإذا وجدوا أننا صامتون عن بعض الأفعال التي لسنا راضين عنها مثل قتال "حزب الله" في سورية أو تهجمه على الدول العربية الصديقة، وإذا غضضنا الطرف عن بعض هذه الأعمال حرصاً منا على الاستقرار اللبناني الداخلي، هذا لا يعني أننا نقبل أن نتلقى قرارات لا من إيران ولا من اميركا ولا من أي دولة أخرى في العالم، لذا أتمنى أن يصدر الرئيس الإيراني توضيحاً لهذا الكلام الذي مس فيه شعور كثيرين من اللبنانيين الذين لا يمكن ان يرضوا أبداً بكلام كهذا.
وكان جعجع يتحدث في عشاء رابطة بشري في ملبورن فتطرق الى مسألة النازحين السوريين، وقال: حان الوقت بعد 7 سنوات وبعد ان قمنا بواجباتنا الإنسانية، لا سيما بعد استتباب الوضع في بعض المناطق لكي يعود النازحون الى بلدهم، وهنا أكرر ان قرار عودتهم هو قرار سيادي لبناني، ونرى ان الوقت أصبح مواتياً لعودتهم الى المناطق الآمنة في سورية، فمن هم مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد فليذهبوا الى المناطق التي يسيطر عليها، ومن هم ضد الأسد أو من المعارضة يجب ان تتحدث الحكومة اللبنانية مع الحكومتين التركية والأردنية لترتيب طريقة لنقل النازحين من لبنان الى تركيا فشمال سورية أو من لبنان الى الأردن فجنوب سورية، لأن وضعهم هناك سيكون أفضل بمئة مرة عما هو في لبنان.
وإذ جدّد جعجع دعوة المغتربين الى التسجيل في أقرب وقت ممكن للتصويت. أعلن ان مرشحينا في منطقة بشري هما ستريدا جعجع وجوزق اسحاق.
الى ذلك نفت الدائرة الإعلامية في القوات وهيئة شؤون الإعلام في "تيار المستقبل" في بيان، ما ورد في احدى الصحف، عن حوار بين الرئيس سعد الحريري وجعجع، معتبرة انه حوار مختلق وملفق ومركب وكاذب وتضليلي، وهو لا يمت إلى الحقيقة بصلة ولا يعبر سوى عن رأي صاحبه وتمنيات من يقف خلفه في سياق المحاولات المكشوفة واليائسة لزعزعة العلاقة الإستراتيجية بين الحريري وجعجع.
وأسف البيان لـ "انحدار العمل الإعلامي إلى درجة أن يسمح أحد الصحافيين لنفسه باختلاق حوار بين قطبين، يهمهما تأكيد متانة العلاقة بين المستقبل و القوات والتي تشكل نموذجاً في العلاقات السياسية لجهة قدرتهما على تنظيم الخلاف في المواضيع المختلف عليها والتطابق في الملفات المتفق حولها".
وكانت الصحيفة تحدثت عن عتاب عنيف بين الحريري وجعجع في اتصال هاتفي، على خلفية اعتراض وزراء القوات على أداء الحكومة والعهد، ورفض المشاركة في لجنة الكهرباء التي شكلها الحريري لإدارة موضوع الكهرباء، ثم الإعلان عن ان وزراء القوات هم على أبواب الاستقالة من الحكومة.