بروكسل ـ العرب اليوم
قال وزير الداخلية البلجيكي جان جامبون إن الشرطة الفدرالية في بروكسل نفذت 18 عملية أمنية كبيرة خلال العام الحالي، شملت أشخاصاً من 96 جنسية، وانتهت إلى إغلاق 26 جمعية كان لها علاقة بأعمال غير قانونية، والبعض منها يشتبه في علاقته بتمويل الإرهاب، وأضاف الوزير الذي كان يتحدث في مداخلة له أمام إحدى لجان البرلمان أنه لا يمكن له أن يجزم بأن كل تاجر مخدرات أو تاجر سلاح أو تاجر سيارات له علاقة بتنظيم داعش، وليس كل شاب فشل في التعليم له صلة بالتطرف والإرهاب.
واستطرد الوزير: «الأرقام والمعلومات المتوفرة تشير إلى أن أغلب الإرهابيين جاءوا من عالم الجريمة، ولهم سوابق إجرامية مختلفة. ولهذا السبب، كان لا بد من الربط بين الأمرين، هذا بالإضافة إلى أن الشبكات الإرهابية تحصل على تمويلها من مثل هذه الجرائم، ومنها تجارة المخدرات أو السلاح أو غيرها من أعمال إجرامية أخرى».
وقال الوزير إن التحركات الأمنية أسفرت عن العثور على كميات كبيرة من المخدرات، بأنواع مختلفة. وجاء ذلك في إطار عرض الوزير لنتائج عمل ما يعرف بخطة «القنال»، التي شملت عدة بلديات في العاصمة بروكسل، خصوصاً التي يقطنها غالبية من المهاجرين الأجانب، وهي الخطة التي أعلن الوزير عنها في أعقاب تفجيرات باريس في أواخر 2015، في إطار تدابير لمواجهة الإرهاب والتطرف. وأضاف الوزير أن الحملات الأمنية قد أسفرت، إلى جانب إغلاق الجمعيات التي تعمل بشكل غير قانوني وحولها شبهات جنائية، عن العثور على مبالغ مالية ومصادرتها. وأيضاً في خلال العمليات الأمنية التي جرت في الشهور الستة الأولى من العام الحالي في إطار خطة القنال، جرى اكتشاف 173 كيلوغراماً من مخدر الماريغوانا، و3 كيلوات من الكوكايين، وتقريباً كيلو من الهيروين ومصادرتها. وفي أواخر العام الماضي، قال جان جامبون، وزير الداخلية البلجيكي، إن عمليات تفتيش تجرى منذ عدة أشهر، في إطار خطة للكشف عن التطرف في بعض البلديات، ومنها مولنبيك، قد أعطت نتائج أولية، منها تحديد هوية 57 شخصاً من الخطرين على الأمن، منهم 30 عادوا من القتال في سوريا، و27 شخصاً كانوا في طريقهم إلى هناك.
وحسب تصريحات لوزير الإعلام البلجيكي، أسفرت الحملات التفتيشية والاستقصائية التي شملت آلاف المنازل عن شطب 600 شخص كانوا مسجلين في بعض المنازل ولا يقيمون فيها، وذلك بغرض الاستفادة من الخدمات الاجتماعية، ومنها المعونة المالية الشهرية. كما جرى تحديد بعض الجمعيات التي يشتبه في تورطها بأنشطة إجرامية، وتخضع حالياً للمراقبة.
وفي خريف العام الماضي، قررت السلطات توسيع نطاق هذه العملية، وأعلنت عن 300 عنصر أمني إضافي في هذه البلديات، في إطار عملية «خطة القنال» لمواجهة التشدد العنيف والإرهاب في البلديات المطلة على «القنال» أو المجرى المائي، التي تقسم بروكسل، ومنها بلدية مولنبيك التي اكتسبت شهرة واسعة في أعقاب تورط عدد من الشباب من سكانها في هجمات باريس، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهجمات بروكسل في مارس (آذار) العام الماضي.
واشتهرت بلدية مولنبيك في الأشهر الماضية بسبب وجود صلات بين سكانها والعناصر الإرهابية التي ارتكبت كلاً من هجمات باريس في 13 نوفمبر 2015، وهجمات بروكسل في 22 مارس هذا العام. كان جامبون قد أعلن عن مخططه هذا بعد هجمات بروكسل، الذي يهدف بالأساس لمنع تحويل بلدية مثل مولنبيك وبلديات أخرى إلى مناطق خارجة عن سلطة القانون.
وكانت السلطات البلدية والفدرالية البلجيكية قد واجهت انتقادات عنيفة، بسبب ما وُصف بالتراخي في معالجة ظواهر التطرف الإسلامي التي انتشرت في كثير من مناطق البلاد، وأدت إلى وجود بيئات حاضنة للإرهابيين.