امرأة ـ صورة أرشيفية

كانت الشبورة على شاطىء النيل في إحدى محافظات الصعيد، كثيفة تتحرك كتلها في ثقل إلى الأشجار يخيل لمن يراها وكأنها كتل بشرية تتمايل كالأشباح، والماء ساكن كالذئبق لا حركة فيه، والصمت يلف المكان، والنجوم في السماء تأتي وتمضي فيزيد المنظر رعبًا وجمالًا.

و يقف الزوج شاردًا بعقله، فمقاييس الناس تغيرت، وانقلبت فالأنذال كثرة، والطيبون كالألماس في الندرة، فالموت أحب إليه من الضنى والشقاء، تتطاير الأفكار السوداء برأسه، وتعلو وجهه مسحة حزن دفين يشوبه غيظ وحنق، بعدما اكتشف الفجيعة وعن طريق الصدفة، علاقة زوجته المُحرّمة بابن أخيه في مشهد مخل داخل عش الزوجية، هرول على إثره الشاب وقفز من النافذة، ولم يتمكن من اللحاق به بعد أن سابقت قدماه الرياح.

واتخذ القرار، وفي نفسه حسرة، واحشاءه ألم وغصة، حيث قام بطرد زوجته من المنزل، وتطليقها، وتوجه إلى شقيقه يشكو له فعلة الابن الخائن، الذي ترك البلدة هربًا من مواجهته، وخوفًا من رد فعله، لم يجد الشقيق كلمات يرد بها عليه، وانعقد لسانه عن الكلام.

مرت الشهور ولم يذق العم طعم النوم، بحثًا عن ابن شقيقه حتى نما إلى علمه بأنه متواجد في القاهرة، وينوي الحضور متخفيًا إلى القرية معتقدًا بأن الأمور قد هدأت، وحانت ساعة الصفر، وأثناء عودته كان العم اتخذ من داخل الزراعات مكانًا، وما إن وقعت عيناه عليه، أطلق طلقات عدة  من مسدسه أردت الابن الخائن قتيلًا، وسط بركة من الدماء.

وأثناء التحقيقات لكشف الجاني، لم يتهم والد الشاب الخائن أحد بقتله، ومرت الأيام حتى فوجىء بقوة أمنية مكبرة تقتحم منزله، بعد بلاغ من مجهول، حيث عثروا بمنزله على كميات كبيرة من المواد المخدرة، والأسلحة، بعدما أكدت التحريات قيامه بالاتجار بهما، وتم إحالته وابنه الآخر إلى النيابة التي قررت سجنهما على ذمة التحقيقات، وقررت محكمة الجنايات التي أصدرت حكمها بحبسهما بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات.