المتطرف "عبد الكريم"

"لكل مسمى من اسمه نصيب" مثل عربي قديم ولكنه كان بعيدًا كل البعد ولم ينبطق على المتطرف "عبد الكريم"، الذي سُمي هو وآبائه على أسماء الأنبياء والمرسلين، إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى، منفذ الهجوم المتطرف صباح الجمعة، على كنيسة مارمينا في حلوان والذي راح ضحيته 9 شهداء و5 مصابين.
إبراهيم إسماعيل واسمه الحركي «سالم أو عبدالكريم»، اتخذ من القتل وسفك الدماء، وسيلة لإشباع تعطشه لإزهاق أرواح الأبرياء، وظهر ذلك جليا بعد أن كشف بيانا لوزارة الداخلية عن مسؤولية الإرهابي عن الهجوم على مواطنين أبرياء داخل «مقهى أم كلثوم» بالعياط منذ أيام، والهجوم أمس على منفذ تحصيل رسوم بمحافظة بني سويف وغيرها من الجرائم المتطرفة.

الهجوم على "مقهى أم كلثوم"

سيطر الغموض على دوافع الهجوم على «مقهى أم كلثوم» الذي أسفر عن مقتل اثنين وإصابة 6 آخرين بطلقات آلية، لم يفصح مسرح الجريمة عن دافعا لها، ولم تتوصل القوات حتى كشفت الداخلية اليوم أن هذا الإرهابي وراء الحادث.

وقف ملثما لبرهة على دراجه نارية، ثم أخرج سلاحا آليا وأمطر رواد المقهى بوابل من النيران، «هكذا سولت له نفسه» دون أي أسباب أو مبررات، وهنا يكشف هذا الحادث عن ميول العنف وحب القتل لدى هذا الإرهابي، فهؤلاء الضحايا ليسو من الأهداف الإرهابيين المعتادة منذ ثورة 30 يونيو والإطاحة بحكم الجماعة الإرهابية، فدائما ما تكون أهدافهم من رجال الشرطة والجيش البواسل، أو الهجوم الخسيس على أخواننا المسيحيين، أما الهجوم على مواطنين يجلسون بمقهى ليس له تفسير سوى أننا أمام إرهابي مختل عقليا يقتل ويسفك الدماء لمجرد القتل وليس لدافع أو معتقد إرهابي.

الهجوم على منفذ تحصيل الرسوم بمحافظة بني سويف مساء أمس

قبل يوم واحد فقط من حادث الهجوم على كنيسة حلوان، وتحديدا مساء أمس الخميس، هاجم هذا الإرهابي منفردا، منفذ تحصيل رسوم الطريق بنطاق مركز الواسطى بمحافظة بنى سويف، والذي أسفر عن إستشهاد 3 من العاملين بالمنفذ موضوع المحضر رقم 2/224 أحوال مركز شرطة الواسطى بتاريخ 29 الجارى".

حوادث إرهابية منفردة للإرهابي عبدالكريم

حادث التعدي على منفذ تحصيل الرسوم بالطريق الإقليمى بنطاق مركز العياط بالجيزة بتاريخ " 5 " يوليو/تموز 2017 والذى أسفر عن استشهاد 3 من العاملين بالمنفذ، نظراً لخلفياتهم العسكرية السابقة.

لفت بيان الداخلية إلى أن الإرهابي إبراهيم إسماعيل، هو من أبرز العناصر الإرهابية الهاربة والخطرة والذي تزعم العناصر المنفذة لحادث التعدي على مركبة "ميكروباص" تابع لقسم شرطة حلوان عام 2016 "ضبط عدد منهم" وأسفر عن استشهاد أحد الضباط و7 من أفراد الشرطة.

تزعم الإرهابي الهارب إبراهيم إسماعيل وشهرته عبدالكريم خلية إرهابية مكونة من 32 متهما تم القبض على 23 منهم ويحاكمون أمام جنايات القاهرة أسندت إليهم النيابة في التحقيقات اتهامات عدة في مقدمتها ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والشروع في القتل العمد، ومقاومة السلطات، وحيازة وإحراز أسلحة نارية «مسدسات وبنادق آلية وبنادق خرطوش» دون أن يكون مرخصا لهم حيازتها أو إحرازتها بقصد استعمالها في نشاط يخل بالأمن والنظام العام، وبقصد المساس بمبادىء الدستور وبالوحدة الوطني والسلام الاجتماع.

وظهر في مقطعي فيديو، أمام محكمة جنايات القاهرة تفاصيل الجريمة الإرهابية حيث ظهر في المقطع الأول، مشاهد لسيارة ميكروباص يستقلها ضابط 7 أمناء شرطة، تعترض طريقها سيارة ربع نقل، يترجل منها مجموعة من الأشخاص يطلقون وابلا من الأعيرة النارية، وسيارة ميكروباص أخرى تسير عكس الاتجاه لمراقبة الحادث، ثم عاد المسلحون مرة أخرى إلى السيارة ربع النقل، وغادروا المكان.

أما المقطع الثاني، فظهرت به بوابة كبيرة يفتحها أحد الأشخاص، دخلت منها سيارة ربع نقل، ولم يتبين المكان أو هوية الشخص الذي فتح البوابة أو أرقام السيارة، وأكدت وزارة الداخلية في بيانها أن نتائج الفحص الفني للسلاح المضبوط بحوزة الإرهابي المذكور عن تطابقه مع السلاح المستخدم في العمليات الإرهابية السابق الإشارة إليها.