الهجوم الكيميائي في دوما

دعا رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، إلى رد فعل "قوي وموحد وحازم" من المجتمع الدولي على الهجوم الكيميائي في دوما، وهي بلدة يسيطر عليها المتمردون السوريون في ضواحي دمشق. وقال فيليب إن رد باريس على الهجوم سيحدد اتجاه فرنسا، أما الرأي في استخدام هذه الأسلحة فليس محايدًا والأمور المتعلقة بالنظام وردودنا على استخدام هذه الأسلحة ستحدد هوية فرنسا، وإن حلفاء النظام السوري يتحملون "المسؤولية بشكل خاص  في هذه المجزرة"، في إشارة إلى روسيا.

ماكرون يؤكد أن استخدام الأسلحة الكيميائية هو "خط أحمر":

وأكد ماكرون، مرارًا وتكرارًا بأن استخدام الأسلحة الكيميائية هو "خط أحمر" من شأنه أن يدفع إلى ضربات فرنسية على قوات الحكومة السورية، وأن باريس مستعدة للعمل بمفردها. وقد جلس ماكرون الصيف الماضي على شرفة قصر الإليزيه المشمسة، قائلًا "عند وجود الخطوط الحمراء، إذا كنت لا تعرف كيف تحترمها، فستختار أن تكون ضعيفًا، وهذا ليس خياري". وأضاف "إذا تم استخدام الأسلحة الكيميائية على الأرض، ونحن نعرف كيف نكتشف مصدرها، فإن فرنسا ستشنّ ضربات لتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية".

ولقد تجاوزت سورية الخطوط الحمراء وأعطت ماكرون الحق للحيد عنه. والخط الأحمر كان باستخدام سورية الأسلحة الكيميائية في عام 2013 ، ولم تتدخل فرنسا حينها، حيث كان رئيس فرنسا آنذاك هو فرانسوا هولاند الاشتراكي، الذى كان لم يستطيع التصرف بمفرده في هذه القضية.

ماكرون شخصية قوية:

ولطالما رأى الناخبون في أن ماكرون شخصًا قويًا وإيجابيًا على الساحة الدولية.. وعلى الصعيد الدولي، قال ماكرون مرارا، إن فرنسا ليست ضعيفة. بينما يعتبر ماكرون فيعتبر نفسه رجل قوى بقوله "في كل قضية أفعل ما أقوله، وهذا ليس شيء جديد"، وقال ذلك في الخريف الماضي، في محاولة للدفاع عن الأرضية الأخلاقية العالية على ازدواجية السياسيين المحترفين.

ويعتمد الرد "العسكري" الفرنسي على المعلومات الاستخباراتية التي تثبت استخدام النظام الكيميائي على حد سواء من قبل النظام السوري، ويظهر ذلك في عدد الوفيات. وعلى الرغم من أن فرنسا ستكون مستعدة لضرب سورية وحدها - ومؤخرا قالت مصادر دفاعية إن ذلك ممكن من الناحية اللوجيستية - فمن الأرجح أن تعمل إلى جانب الولايات المتحدة وشركاء دوليين آخرين. وكان ماكرون قد قال في وقت سابق إن فرنسا "ستتماشى تماما مع الولايات المتحدة" بشأن هذه القضية .

ولكن السؤال الملح بالنسبة لفرنسا هو ما شكل أي عمل عسكري قد يتخذ: أي نوع من الإضرابات ممكنة وما هو الهدف طويل المدى؟، وقد انتقد ماكرون سابقا تدخل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في ليبيا عام 2011 ، والفوضى التي تركتها. لقد شدّد على أنه لا يريد تدخلات "لدولة فاشلة" أو "للمحافظين الجدد" في الخارج. ولقد غير شروط فرنسا من أجل إجراء محادثات حول مستقبل سورية، قائلًا "إن إبعاد الرئيس السوري بشار الأسد ليس شرطا مسبقا، لكن المسألة السورية تبقى أصعب تحدٍ للسياسة الخارجية".

ويبدو أن الرأي العام الفرنسي حساس بالفعل تجاه الغارات الجوية التي يمكن أن يُنظر إليها على أنها لا تحدث فرقًا كبيرًا. وقال قائد الأركان السابق في سلاح الجو الفرنسي: "لم يعد بإمكاننا أن نكون راضين بضربات رمزية، يجب أن تكون هناك إجراءات فعالة لا تظهر عزمنا فقط بل ثبتت أن ليس هناك نقطة للعودة". وتعد مسألة الضربات الجوية أكثر تعقيدًا الآن مما كانت عليه عندما أرادت فرنسا التدخل مع الولايات المتحدة في عام 2013 ، بسبب وجود روسيا ودور إيران.