وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون

دافع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عن الشراكة الاستراتيجية المعززة التي تعتزم الولايات المتحدة تطويرها مع الهند، العملاق الآسيوي الثاني الصاعد، مشيدا بالقيم التي يتمتع بها هذا البلد خلافا للصين التي قال إنها مجتمع غير ديمقراطي، منتقدا دورها في المنطقة. وقال الوزير الأميركي أمام "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن: ستكون لدينا علاقات مهمة مع الهند خلال المائة سنة المقبلة، لكن لن تكون لدينا أبدا مع الصين، المجتمع غير الديمقراطي، العلاقة نفسها التي يمكن أن تجمعنا بديمقراطية عظيمة كالهند.

وأضاف تليرسون في ندوة خصصت للعلاقات الهندية الأميركية، كما جاء في تقرير "فرانس برس" من واشنطن، أنه سيتوجه الأسبوع المقبل إلى الهند، في أول زيارة له إلى هذا البلد منذ تولى الرئيس دونالد ترمب مفاتيح البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني. ولاحقا أوضح مسؤول في الخارجية الأميركية، أن زيارة تيلرسون ستشمل أيضا باكستان، الجارة اللدودة للهند.

وأكد الوزير تيلرسون في كلمته أمام مركز الأبحاث، أن العلاقة بين الولايات المتحدة والهند مبنية على قيم يتقاسمها، البلدان اللذان وصفهما بأنهما ديمقراطيتان كبيرتان جدا وعظيمتان تريدان تشارك المستقبل نفسه. وأفرد تيلرسون حيّزا كبيرا من مداخلته للحديث عن أوجه الاختلاف الكثيرة بين الهند والصين. وقال إن الصين، بنموها جنبا إلى جنب مع الهند، فعلت ذلك بطريقة أقل مسؤولية، وأحيانا عن طريق تقويض النظام الدولي وقواعده، مشيرا بالخصوص إلى الأنشطة الاستفزازية الصينية في بحر الصين الجنوبي. وأضاف، أن الولايات المتحدة تريد علاقات بنّاءة مع الصين، لكننا لن ندير ظهرنا عندما تنال الصين من سيادة الدول المجاورة لها.

وأكد الوزير الأميركي، أن العالم ومنطقة الهندي - الهادي بشكل خاص في حاجة إلى شراكة قوية بين الولايات المتحدة والهند في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية. ولهذا السبب دعا تيلرسون نيودلهي إلى أداء دورها كاملا في ما يخص الأمن الدولي عن طريق تعزيز جيشها وقدراتها الدفاعية. وأضاف، أن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس قال إنه يجب على أكبر ديمقراطيتين في العالم أن يكون لديهما أكبر جيشين، ولا يسعني إلا أن أوافقه الرأي، مذكّرا بأن الولايات المتحدة سبق وأن عرضت على الهند شراء منظومات أسلحة كثيرة. كما أشاد تيلرسون بدور الهند في أفغانستان. وقال: الهند شريك للسلام في أفغانستان ونحن نرحب بجهودها الرامية إلى المساعدة على تنمية هذا البلد.