النيابة العامة الألمانية في مدينة "بريمن"

أصدرت النيابة العامة الألمانية في مدينة "بريمن" قراراً باعتقال جزائريين، خططا مع آخرين للسطو على محل لبيع المجوهرات في بلدة أوسترهولتز - شارمبيك، لتمويل شراء أسلحة حربية. وجاء الإعلان عن حبس الجزائريين رهن التحقيق، أمس الاثنين، بعد أن تم الكشف عن إحباط عملية السطو من قبل فريق من المحققين الدوليين مساء يوم الجمعة الماضي. وشارك في العملية محققون فرنسيون ومحققون ورجال أمن من ولايات هامبورغ وبريمن وسكسونيا السفلى وشليسفيغ هولشتاين. وجرت التحضيرات لتنفيذ أعمال الاعتقال ضد المشتبه فيهم منذ أسابيع، بحسب تقرير النيابة العامة.

وقال فرانك باساده، المتحدث الرسمي باسم النيابة العامة، إن أحد الجزائريين يقيم في فرنسا (26 سنة)، بينما يقيم الآخر في بريمن (50 سنة). وشنت الشرطة حملة مداهمات في عدة مدن صغيرة، وحققت مع أفراد آخرين في العلاقة بعملية السطو المحبطة. ورفض باساده تأكيد أو نفي علاقة عملية السطو بالإرهاب، وقال إن التحقيق يجري حالياً باتجاه تنفيذ عملية إجرامية، وإن القضية تدور حول محاولة تمويل شراء أسلحة رشاشة سريعة الطلقات.

وأشار المتحدث إلى أن عمليات الاعتقال شملت 6 أفراد يوم الجمعة الماضي، ووجهت تهمة المشاركة في التخطيط لعملية السطو إلى أربعة أشخاص منهم، يعيش ثلاثة منهم في بريمن. ومن المحتمل أن تحال القضية إلى النيابة العامة الاتحادية في كارلسروه، في حال التأكد من علاقة عملية السطو بتمويل الإرهاب.

وامتدح دانييل هاينكه، رئيس شرطة ولاية بريمن، التعاون المثمر مع الشرطة المحلية، وبينها وبين السلطات الفرنسية. وأضاف أن العملية المحبطة تظهر تخطي الإرهاب للحدود، وتظهر استعداد المتشددين الإسلاميين لارتكاب الجرائم المنظمة بهدف تمويل الإرهاب. وأكد هاينكه على الأهمية المتزايدة للتعاون الشامل في الحرب على الإرهاب بين كل بلدان أوروبا.

ويرى هاينكه، رغم النجاحات في ألمانيا على صعيد إحباط العمليات الإرهابية، عدم وجود استراتيجية أوروبية موحدة في الحرب على الإرهاب. وقال إن وزير داخلية الولاية أولريش مويرر يتفق معه في هذا التقييم.

وتحدثت صحيفة "فيلت أم زونتاغ" في عددها ليوم الأحد الماضي، وفقاً لمعلومات استقتها من دوائر أمنية، عن ارتباط الرجل الفرنسي المعتقل بـ"الوسط الإسلامي المتشدد". وقالت الصحيفة إن من بين المشتبهين أيضاً جزائريين ولبنانيين وألماني. وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا رجال الشرطة الملثمين يقتادون إلى سيارة الشرطة رجلاً مقيداً غطي رأسه بكيس أسود من القماش.

وجاء في تقرير لصحيفة "فيزر كورير" أن الجزائري المقيم في ألمانيا (50 سنة) لديه سوابق لدى الشرطة، ولكن ليس بالعلاقة مع الإرهاب. جدير بالذكر أن وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزيير، أشار قبل أكثر من سنة إلى ذوبان الحدود بين الإرهاب الإسلامي والجريمة المنظمة. وسبق أن ألقت الشرطة القبض على عصابة من المتشددين تنهب الكنائس كي تمول التنظيمات الإرهابية.

على صعيد متصل، تعتزم ألمانيا تسليم الإرهابي المنتمي لخلية "زاورلاند"، آدم يلمظ، إلى الولايات المتحدة. وكانت واشنطن قد طلبت عام 2016 تسليم العضو في الخلية المسجون حالياً في ولاية هيسن الألمانية. وذكر راديو "هيسن 3" أن السلطات الألمانية أمرت بإيداع آدم سجن التسليم. وأكدت متحدثة باسم محكمة مدينة فرانكفورت، أمس الاثنين، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، أن السلطات الألمانية تلقت طلباً من الولايات المتحدة بتسليم المتهم. وتريد الولايات المتحدة محاكمة يلمظ للاشتباه في قيامه بقصف معسكر أميركي خلال تلقيه تدريبات في أحد معسكرات الإرهاب في باكستان.

تجدر الإشارة إلى أن يلمظ يحمل الجنسية التركية، وينحدر من مدينة لانغن في ولاية هيسن الألمانية. وكان يلمظ الرجل الثاني في خلية "زاورلاند"، التي أعدت قبل عشرة أعوام لشن هجمات بمواد ناسفة على قاعدة أميركية في ألمانيا. ضمت الخلية وقتذاك كلا من زعيمها فرتز غيلوفيتش (29 سنة) ودانييل شنايدر (23) والتركي آدم يلمظ (30) إلى منظمة "اتحاد الجهاد الإسلامي" الأوزبكية التي تضم الألمان المتحولين للإسلام في الغالب. وتم إلقاء القبض على المتهمين الثلاثة في شهر سبتمبر/أيلول عام 2007، بعد ورود معلومات من المخابرات الأميركية عن تورطهم في التحضير لعمليات إرهابية.