صنعاء ـ خالد عبدالواحد
أعلنت جماعة "الحوثيين"، عن إطلاق صاروخ باليستي نحو المملكة العربية السعودية، على معسكر الجربة السعودي في منطقة ظهران في مدينة عسير جنوب المملكة. وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي في بيان "إن الصاروخ الذي أطلقته المليشيات الحوثية كان باتجاه ظهران الجنوب، وتم إطلاقه بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وكان سقوطه داخل الأراضي اليمنية على مسافة (1.75) كلم من الحدود الجنوبية للمملكة".
وأضاف المالكي "أن هذا العمل العدائي من قبل الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران يثبت استمرار تورط دعم النظام الإيراني للميليشيات الحوثية المسلّحة بقدرات نوعية في تحدٍ واضح وصريح لخرق القرار الأممي (2216) والقرار (2231) بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي"، واكد أن إطلاق الصواريخ البالستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد مخالفًا للقانون الدولي الإنساني .
وكان الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثيين رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، أكّد أن القوة الصاروخية ستستمر في استهداف المراكز الحيوية السعودية بما فيها شركة ارامكو النفطية، وأضاف الحوثي أن القصف الصاروخي على المملكة لن يتوقف حتى تتوقف عاصفة الحزم وايقاف الحصار المفروض على اليمن. وتأتي هذه الهجمات الصاروخية بعد تصريحات لزعيم الحوثيين "عبدالملك الحوثي"، عن تطوير القوة العسكرية التابعة لهم، وأن منظومة صاروخية ستدخل ضمن المعارك القادمة. ويتهم التحالف العربي الذي تقوده السعودية إيران بدعم الحوثيين بالصواريخ الباليستية لشن هجمات ضد المملكة فيما ينفي الطرفان (ايران--الحوثيين) تهريب أي نوع من الأسلحة إلى اليمن.
وأكدت الجماعة أن القوة الصاروخية تمكنت من تجديد الصواريخ الروسية القديمة ونتاج صواريخ جديدة قد تغير مسار المعركة على أرض الواقع. وأدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إطلاق قوات الحوثيين في اليمن صواريخ بالستية على مناطق مأهولة في السعودية، ما أدى إلى مقتل عامل مصري وإصابة آخرين في الرياض، وأطلق الحوثيون سبعة صواريخ بالستية على السعودية في 25 آذار/مارس، كما أعلن التحالف العسكري بقيادة الرياض.
واعترضت الدفاعات الجوية السعودية صاروخين آخرين بعد ذلك، وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان أن هذه الصواريخ "انتهكت قوانين الحرب"، موضحة انه "عندما تُوجّه هذه الهجمات عمدا أو عشوائيا نحو مناطق مأهولة بالسكان أو أهداف مدنية، فإنها تنتهك قوانين الحرب". وتابعت "قد يكون الذين أمروا بمثل هذه الهجمات مسؤولين عن جرائم الحرب"، من جانبها، قالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في المنظمة إن "على الحوثيين أن يوقفوا فورا هجماتهم الصاروخية العشوائية على المناطق المأهولة بالسعودية".
وبيّن التحالف اعتراض صاروخ أطلق تجاه مدينة جازان في جنوب المملكة، بينما اعترضت دفاعات السعودية صاروخا آخرا السبت باتجاه مدينة نجران في جنوب السعودية، وأدى إلى إصابة شخص هندي الجنسية. وأطلقت القوة الصاروخية التابعة لجماعة الحوثيين، في اليمن أكثر من 100 صاروخ باليستي نحو الأراضي السعودية منذ بداية الحرب، فيما تواصل إطلاق العديد من الصواريخ الباليستية، على مواقع لقوات الشرعية والتحالف العربي في مدينة مأرب شرقي اليمن، ومحافظة الحديدة غرب البلاد.
وتأتي هذه الصواريخ بعد ثلاثة أعوام من القصف المستمر لمقاتلات التحالف العربي على المعسكرات ومخازن الأسلحة التابعة للحوثيين في مختلف المناطق اليمنية . ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع جولة جديدة من المفاوضات السياسية يقودها المبعوث الأممي الجديد البريطاني مارتن غيريفث لحل الأزمة اليمنية.
وتشهد اليمن حربا عنيفة بين قوات الجيش اليمني مسنودة بقوات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، لدعم الشرعية في اليمن، من جهة ، ومسلحي جماعة الحوثيين من جهة أخرى منذ ثلاثة أعوام، مخلفة أكثر من عشرة الاف قتيل و53 ألف جريح ، بالإضافة إلى نزوح أكثر من 3 ملايين شخص في الداخل، فضلًا عن الوضع الإنساني المضطرب في البلد الأفقر في العالم.