ذئب محنط

ذئبان متدليان من سقف بلكونة، يلفتان أنظار المارة فى الشارع الرئيسى لقرية الشيخ على شرق، التابعة لمركز دشنا بشمال قنا، أراد من خلالهما مزارع أن يظهر مهاراته فى الصيد.

 ذكرت صحيفة "الوطن" أن عبدالمالك داوود، رجل خمسينى، تعلم التحنيط من وحى الطبيعة، باستخدام الملح والتعرّض للشمس، شرط اتباع خطوات صحيحة، وبعد تكرار مهاجمة الذئاب الجبلية للأطفال والكبار فى القرية، التى يطلق عليها الأهالى «باطن الجبل»، قرر صيدها وتحنيطها.

يروى المزارع معاناته مع الذئاب، حيث إن أراضيه الزراعية وأملاكه بجوار الجبل، وسئم من كثرة تجول الذئاب فيها ليلاً نهاراً، ومهاجمتهما للأهالى، حيث كادت تفتك بذراع طفل من قبل، الأمر الذى دفعه مع جيرانه من صائدى الذئاب، لاصطياد أحدها ليلاً بضربه على رأسه بآلة حادة، وبعدها نصحه الأهالى والأقارب بنصب فخ لهذه الذئاب، وهو ما مكنه بالفعل من اصطياد الكثير منها فى الزراعات.

«منذ عامين أعددت أكثر من فخ فى الجنينة، واستيقظت من نومى على عواء الذئاب، فاتّجهت إلى موقعها، وفوجئت بـ3 ذئاب موثقة، قتلت اثنين منها، وهرب الثالث نحو الجبل بعد أن انفصلت رجله الخلفية عن جسده، وقرّرت تحنيطهما بشق بطنهما، وإخلائها من الأحشاء ووضع كميات كبيرة من الملح وقطع حديدية ليتماسك». عرّض «داوود» الذئبين المحنطين للشمس لمدة أسبوعين مع تقليبهما بشكل يومى حتى تنجح عملية التحنيط، حسبما ذكر أسلافه، ثم علقهما بواسطة سلسلة حديدية فى سقف بلكونة المنزل، باعتبارها ذكرى سعيدة تشير إلى قوة الرجل الصعيدى، الأمر الذى انتشر وبات زوار القرية يقصدون منزله لرؤية الذئاب المعلقة.