واشنطن - العرب اليوم
قضت المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية حظر السفر الذي أصدرته إدارة الرئيس دونالد ترامب الذي استهدف عددا من الدول ذات الغالبية المسلمة.
وذكر موقع "بي بي سي" أن المحكمة الابتدائية كانت قد اعتبرت الحظر غير دستوري، لكن المحكمة العليا وافقت عليه بتصويت خمسة قضاة مقابل أربعة.
ويشمل الحظر كل من إيران وليبيا والصومال وسوريا واليمن من دخول أراضي الولايات المتحدة.
وأشاد ترامب بالقرار باعتباره "نجاحا هائلا". وقال :" إن قرار المحكمة العليا كان نصرا عظيما للأمة والدستور". وأضاف ترامب في الاجتماع الذي عقد صباح اليوم:" يجب أن نكون أقوياء ومطمئنين ومحميين، هاقد أظهر الحكم أن جميع الهجمات من وسائل الإعلام والسياسيين الديمقراطيين كانت خاطئة للغاية".
وقال كبير القضاة جون روبرتس:" إن القرار الذي أصدره ترامب يقع تماماً ضمن نطاق الصلاحيات الرئاسية، وإنه صدر على أساس قانوني سليم".
وتقول الإدارة الأمريكية إن تلك البلدان لاتزال تنقصها قدرات تبادل المعلومات وتدقيق الهويات مع وجود مهم للنشاط الارهابي على أراضيها.
وبعد تأييد المحكمة العليا لقرار الرئيس الأمريكي، أشاد دونالد ترامب في تغريدة له من على حسابه في تويتر بعد وقت قصير من إصدار المحكمة للقرار.
البيت الأبيض يدافع عن قراره بمنع اللاجئين من دخول الأراضي الأميركية
وطعنت ولاية هاواي بقرار الحظر وعرقل تنفيذه من قبل القاضي الفيدرالي.
وأيد الحكم صلاحيات الرئاسة الواسعة، والذي يعني أن الحظر قد يشمل المزيد من الدول مستقبلا.
وكان البيت الأبيض قد قال في العام الماضي إن إدارة أوباما هي التي حددت هذه البلدان لاحتمال وجود إرهابيين فيها، ولم تستبعد إضافة بلدان أخرى إلى قائمة المحظورين في المستقبل.
ومُنع بعض المسافرين ممن كانوا يحملون تأشيرات صالحة لدخول الولايات المتحدة منذ العام الماضي بسبب مكان ولادتهم الذي شمله قرار ترامب .
ترامب يرحب ونشطاء ينددون بتأييد المحكمة لقرار حظر السفر
"سيسجل الحكم في التاريخ على أنه أحد أكبر السقطات الكبرى للمحكمة الدستورية"، هكذا وصف حقوقي أمريكي تأييد المحكمة لحظر السفر الذي فرضه ترامب على عدة بلدان ذات أغلبية مسلمة. ترامب رحب معتبرا القرار "إثباتا" لصحة موقفه.
وكان ترامب قد وصف الحظر بأنه ضروري لحماية البلاد من هجمات يخطط لها إسلامويون متشددون. فيما قالت المحكمة إن مقدمي الطعون لم يقدموا ما يثبت أن الحظر ينتهك قانون الهجرة الأمريكي أو التعديل الأول بالدستور الذي يحظر على الحكومة تفضيل دين على آخر.
وفي بيان نشره البيت الأبيض وصف ترامب القرار بأنه "انتصار هائل للشعب والدستور الأمريكي". وقال إنه أيد السلطة الرئاسية بشأن قضايا الأمن القومي. وقال ترامب "في هذا العصر الذي يسعى فيه الإرهاب والحركات المتطرفة في أنحاء العالم إلى إلحاق الأذى بالمدنيين الأبرياء ينبغي لنا أن ندقق جيدا فيمن يدخل بلادنا".
وقال رئيس المحكمة العليا جون روبرتس إن إدارة ترامب "قدمت تبريرا كافيا فيما يتعلق بالأمن القومي"، كي يصدر حكم لصالحها. وأضاف "لا نعبر عن رأي بشأن صحة السياسة". وأضاف روبرتس إن الإجراءات التي اتخذها ترامب لحظر دخول مجموعات معينة من البشر "تقع تماما في نطاق السلطة التنفيذية وكان من الممكن أن يتخذها أي رئيس آخر".
ودفع معارضو القرار بأن السياسة يحركها عداء ترامب للمسلمين. كما حثوا المحاكم على الأخذ في الحسبان تعليقاته النارية خلال حملته الرئاسية عام 2016. وكان ترامب دعا خلال الحملة إلى "منع تام وكامل للمسلمين من دخول الولايات المتحدة".
ويمثل حظر السفر واحدا من سياسات ترامب المتشددة بشأن الهجرة، وهي جزء محوري من رئاسته ونهجه القائم على مبدأ "أمريكا أولا". وأصدر ترامب أول أوامره التنفيذية بشأن الحظر بعد أسبوع واحد فقط من توليه الرئاسة، لكن سرعان ما أوقفته المحاكم.
ونددت جماعات لحقوق الإنسان وأعضاء بالحزب الديمقراطي بقرار المحكمة. وقال عمر جادوات وهو محام في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية الذي طعن على الحظر "سيسجل الحكم في التاريخ على أنه أحد أكبر السقطات الكبرى للمحكمة الدستورية".