بيروت ـ العرب اليوم
كشف وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أمس الجمعة، عملية استخباراتية نوعية استغرقت أكثر من 5 أشهر نفذتها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وأدت إلى استباق عمليات إرهابية لتنظيم "داعش" في لبنان ضد أماكن عبادة ولهو ومقار رسمية خلال الأعياد وليلة رأس السنة، وأحبطت هذه العمليات عبر توقيف كادر مسؤول في التنظيم جاء خصوصاً من العراق يدعى أبو جعفر العراقي، فضلاً عن توقيف متعاونين معه في لبنان.
وأكد المشنوق أن العملية "لا سابقة لها عربياً" وسماها "لبنان الآمن"، وقال إن إعلانها جاء "بعد حديث عند بعض الإخوان العرب بأن لبنان ليس آمناً". وأضاف: "ربما نعلن الأسبوع المقبل عملية أخرى". وقال المشنوق في مؤتمر صحافي مطول عقدهصباح أمس، يحيط به المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ورئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود وكبار الضباط، إن أبو جعفر العراقي استدرجه "مصدر بشري" يتعاون مع شعبة المعلومات بعد تدريبات تقنية وعقائدية له، خصوصاً أن تنظيم "داعش" الإرهابي وضع استراتيجية جديدة للبنان، تقضي بإرسال قيادي من التنظيم بعيد من الشبهات وعالي الخبرات لبناء هيكلية لـ "داعش" فيه.
وأوضح المشنوق أن العملية توزعت على 4 مراحل، الأولى لقاء "المصدر" أبو جعفر مرتين في تركيا ثم استدراجه إلى لبنان في 21 حزيران/يونيو الماضي، والثانية مكوث الاثنين معاً في شقة مجهزة تقنياً، في إحدى مناطق الجبل، حيث عرض المسؤول العراقي خطة "داعش" الجديدة وأبلغ "المصدر" بوجود شخص لبناني موثوق سيساعد في تجنيد عناصر لتنفيذ عمليات. وعرضت شعبة المعلومات أفلاماً لاجتماعاتهما يقول فيها أبو جعفر إن القاضي الشرعي للتنظيم أفتى بأن اقطعوا رؤوساً ودمروا أبنية وجسوراً وخرّبوا... كما اجتمع الاثنان مع الشخص اللبناني الذي سلم أبو جعفر أسماء 10 أشخاص مرشحين للعمل مع "داعش"... وعُرِض تسجيل صوتي يطلب فيه أبو جعفر من "المصدر" المتعاون مع شعبة المعلومات عند انتقالهما إلى البقاع للقاء عنصر من "داعش"، تحديد أهداف العمليات.
وحين قرر أبو جعفر العودة إلى العراق في 27 حزيران الماضي تقرر توقيفه بسرية تامة، وجرى التكتم عن الموقوفين الآخرين، فانتقل العمل إلى المرحلة الثالثة التي قضت باستمرار أبو جعفر في اتصالاته مع القيادة في العراق بإشراف "شعبة المعلومات" وأقنع التنظيم بضرورة بقائه في لبنان، وبالحاجة إلى مجيء مزيد من الكوادر من العراق وسورية. وذكر المشنوق إن المرحلة الرابعة قامت على طمأنة القيادة في العراق إلى خطة عمليات قريبة في الأعياد، بعدما كان الاتصال انقطع لأن مسؤول لبنان قتل أثناء المعارك هناك. وبعد مرور رأس السنة من دون أن يحصل شيء شكّكت قيادة التنظيم بأن أبو جعفر موقوف.