طهران - العرب اليوم
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، إن بلاده تتسلم رسائل يومية من المسؤولين الأميركيين «عبر طرق مختلفة» للتفاوض مع المسؤولين الإيرانيين، معرباً عن اعتقاده بأن طهران تخوض حرباً فعلية ضد الولايات المتحدة.
وقلل روحاني من أهمية الدعوات الأميركية للتفاوض بسبب ما عدّه تعارضاً بين الانفتاح على التفاوض وفرض العقوبات، مشيراً إلى أن واشنطن تضغط على بلاده وفي الوقت نفسه تدعوها «كل يوم» إلى طاولة المفاوضات.
وجاء تعليق روحاني بعد أيام من تحذير وجهه رئيس «مجلس خبراء القيادة» أحمد جنتي حول «محاولات شيطانية» للجمع بين روحاني ونظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر، وهو ما عدّه مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي «كلاماً بلا أساس».
وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة أعلنت الأسبوع الماضي عن ترؤس ترمب اجتماعاً في مجلس الأمن حول إيران، قد يحضره روحاني.
وقال روحاني: «إنهم يمارسون الضغوط على الشعب الإيراني من جهة؛ ويرسلون رسائل بطرق مختلفة لإجراء محادثات لحل المسألة من جهة أخرى». وتساءل: «ماذا نصدق في هذه الظروف: هل الرسائل والمرونة التي تبدونها فيها أم ممارساتكم الهمجية؟». وتابع: «إن كنتم صادقين فيما تقولون وتحرصون على الشعب الإيراني، فلماذا تريدون ممارسة الضغوط على حياة الشعب الإيراني؟». وتابع روحاني: «إذا كنتم تظنون أن الشعب سينزل للشارع ويرفع أيدي الاستسلام؛ فأنتم مخطئون».
وواجه الاقتصاد الإيراني صعوبات كبيرة في الأشهر الأخيرة، جزئيا بسبب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى الكبرى وسمح برفع عقوبات مفروضة عليها مقابل الحد من تطوير برنامجها النووي.
وفقد الريال الإيراني نحو 70 في المائة من قيمته مقابل الدولار مقارنة مع قيمته العام الماضي، فيما واصلت الأسعار الارتفاع وازداد نقص السلع.
وشهدت إيران منذ نهاية 2017 احتجاجات متقطعة، وردد الإيرانيون هتافات من بينها: «عدونا هنا، ولكنهم يقولون في أميركا».
وبعد الانسحاب الأميركي، قال ترمب إنه واثق من اتصال المسؤولين الإيرانيين لطلب التفاوض، كما ترك ترمب الباب مفتوحا أمام مفاوضات جديدة وذلك بعدما حدد وزير الخارجية مايك بومبيو 12 شرطاً أميركياً؛ من أهمها وقف أنشطة إيران الإقليمية و«فيلق القدس» وبرنامج الصواريخ الباليستية وإعادة التفاوض حول برنامج إيران النووي.
كما دعا روحاني إلى رص الصفوف بعد أسابيع من الضغوط من الإصلاحيين والمحافظين بشأن طريقة تعاطيه مع الأزمة الاقتصادية، ونبذ الخلافات الداخلية. وقال: «لا يمكننا محاربة أميركا واليسار (الإصلاحيين) واليمين (المحافظين) في الوقت نفسه. لا يمكن أن نحارب على ثلاث جبهات» بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.
وأقر روحاني أيضا بالضغوطات الاقتصادية المتصاعدة، وقال: «لا يمكننا التراجع عن أهدافنا بسبب الصعوبات المؤقتة. تذكروا تلك الأيام (الحرب)؛ الآلام الدامية جلبت لنا الانتصارات في نهاية المطاف».
وأدلى روحاني بهذه التصريحات خلال فعالية أطلق عليها اسم «محمد علي رجائي»؛ الرئيس الإيراني الثاني الذي اغتيل في أغسطس (آب) عام 1981 في حادث تتهم فيه السلطات الإيرانية المعارضة الإيرانية «مجاهدين خلق» بتدبيره.