إدلب _ علي ليلا
تمكن 180 شخصًا من نزلاء سجن إدلب المركزي الخاضع لسيطرة هيئة تحرير الشام، في ساعة متأخرة من ليل الخميس 2 أغسطس/ آب، من الفرار إلى وجهات مجهولة في محافظة إدلب.
وأفادت مصادر محلية بأن 180 سجينًا من إجمالي السجناء البالغ عددهم 700، تمكنوا من الفرار وبينهم نحو 100 من عناصر تنظيم داعش الإرهابي بالإضافة إلى سجناء ينتمون لفصائل مسلحة عدة مثل جبهة تحرير سوريا وجيش الأحرار وكذلك مدنيون تم اعتقالهم لأسباب تتنوع مابين السرقة والتدخين والزنا وممانعة المكتب الأمني للهيئة، فيما لا تزال قوات هيئة تحرير الشام الواجهة الحالية لتنظيم جبهة النصرة بتسيير دوريات مكثفة للبحث عن الفارين.
وقالت المصادر إن "مواقع الكترونية موالية للهيئة قامت بنشر صور الفارين، وتداولتها صفحات التواصل الاجتماعي، مرجحة أن يكون هروبهم قد تم بالتواطؤ مع بعض عناصر الهيئة القيمين على السجن".
وأشارت المصادر أن هيئة تحرير الشام عمدت إلى التعتيم الإعلامي على هذه الحادثة، وعملت على عدم اتخاذ أي إجراءات بمحيط السجن من شأنها أن تؤكد عملية الهروب، على حين باشر المكتب الأمني التابع للهيئة بالتحقيق لمعرفة كيفية هروب أولئك المسلحين بالرغم من الإجراءات المشددة داخل السجن وفي محيطه.
و اتهمت بدورها بعض الفصائل المسلحة هيئة تحرير الشام بتسهيل عملية تهريب السجناء بخاصة من ينتمون منهم إلى تنظيم داعش من أجل إبقاء حالة الانفلات الأمني مستمرة في مناطق إدلب وإظهار الهيئة بمظهر المدافع عن أهالي المنطقة من ممارسات تنظيم داعش.
و أشارت مصادر محلية أن تهريب السجناء جاء بناء على صفقة بين السجناء و قيادة هيئة تحرير الشام تقضي بإطلاع سراحهم مقابل توجههم لجبهات ريف اللاذقية و ريف حماة الشمالي لقتال القوات الحكومية السورية ليستشهدوا في سبيل الله أثناء المعارك أو ينالوا حريتهم و تعهد بعدم ملاحقتهم امنيًا في حال عودتهم أحياء .
وكان مصدر ميداني أكد منتصف شهر يوليو/ تموز الماضي، أن الجيش السوري أنهى استعداداته العسكرية واللوجستية لبدء هجوم بري واسع من محاور عدة لتأمين كامل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم في ريف جسر الشغور غربي إدلب، فيما شهدت الأيام القليلة الماضية إرسال الجيش السوري تعزيزات وحشود عسكرية إضافية إلى جبهات إدلب المختلفة.
وكانت وحدات خاصة من الجيش العربي السوري نفذت مساء الثلاثاء الماضي عملية مباغتة على محور الصراف بالقرب من الحدود التركية في ريف اللاذقية الشمالي، تمكنت خلالها من تدمير عشرات الدشم والمواقع المحصنة للجماعات المسلحة، والتي كان يستخدمها المسلحون للهجوم منها نحو نقاط الجيش في الصراف، في حين تركز القصف المكثف من مواقع الجيش السوري في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، مستهدفا مواقع الجماعات الإرهابية المسلحة في بلدتي بداما والناجية في ريف إدلب الغربي، كما بدأ الجيش السوري منذ فجر الثلاثاء قصفًا كثيفًا من مواقعه في بلدتي حلفايا والزلاقيات شمالي محافظة حماة، في اتجاه مواقع مسلحي جيش العزة في بلدات اللطامنة وكفرزيتا في ريف حماة الشمالي، بعد استهداف المسلحين حواجز الجيش شمالي حماة وقصفهم لبلدة الصفصافية غرب المحافظة.