تنظيم داعش

كشفت مصادر عدة في مدينة الرقة وفي قوات سورية الديمقراطية " قسد"، اليوم الثلاثاء، 10أكتوبر/تشرين الأول، أنّ مفاوضات تجري بين من تبقى من عناصر تنظيم “داعش” وقادتهم في مدينة الرقة من جهة، وقوات التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية " قسد"  من جهة، لم تصل حتى الآن إلى خواتيمها، من أجل إخراج من تبقى من عناصر التنظيم ومدنيين آخرين في وسط مدينة الرقة، إلى الريف الشرقي لدير الزور، وأكدت المصادر أن إتمام الاتفاق تأخر، بسبب رفض جهاز مخابرات دولي تابع لدولة أوروبية.

وتتزامن المفاوضات بين الجانبين مع وصول حافلات إلى أطراف مدينة الرقة الشرقية وإلى شمال المدينة، تحضيراً لعملية نقل عناصر التنظيم والمدنيين الراغبين بالخروج، في حال جرى التوصل للاتفاق بشكل نهائي.

كما جاء الاتفاق مع تسارع وتيرة عمليات التمشيط في مدينة الرقة التي كانت تعد معقل تنظيم “داعش” خلال الأيام القليلة الفائتة، حيث كثَّفت قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي، عمليات تمشيطها للمساحة الخالية من تواجدها في المدينة، مع تحضيرات لإعلان مدينة الرقة مدينة خالية من تنظيم “داعش”، بعد مرور نحو 20 يوماً من حصار التنظيم في دائرة ضيقة لا تتعدى مساحتها 2 كلم مربع في وسط مدينة الرقة، منذ الـ 21 من أيلول / سبتمبر الفائت .

 وفي حال انتهاء الاتفاق وإخراج عناصر التنظيم، فإن تنظيم “داعش” يخسر وجوده بشكل كامل في محافظة الرقة، بعد طرده خلال الأسابيع والأشهر الفائتة من قبل قوات الجيش السوري والمسلحين الموالين لها من محور ريفي الرقة الغربي والجنوبي الغربي وريفيها الشرقي والجنوبي، إضافة لإنهاء وجود التنظيم من كامل شمال الفرات من قبل قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي، ومن منطقة الطبقة في الضفاف الجنوبية للنهر، وصولاً إلى منطقة العكيرشي بشرق الرقة.

وكانت كثافة الألغام المزروعة من قبل تنظيم “داعش” أعاقت إنهاء عمليات التمشيط بشكل سريع، كما أن الدمار الواسع الذي طال أكثر من 80 % من مدينة الرقة، يعيق عملية وصول القوات إلى كامل أزقة وشوارع المدينة، والتي أدت لتأجيل الإعلان عن السيطرة على كامل المدينة، لحين الانتهاء من عمليات التمشيط في المدينة، والسيطرة على البقعة الضيقة التي قد يتواجد فيها عناصر متوارون من التنظيم، حيث تسببت ضربات التحالف الدولي لأحياء مدينة الرقة باستشهاد مزيد من المدنيين في مدينة الرقة، إذ ارتفع إلى 1130 بينهم  و270 طفلاً و198 مواطنة.

فيما بلغ عدد الشهداء المدنيين الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان في مدينة الرقة وريفها، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017 وحتى الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر الجاري، جراء ضربات التحالف الدولي 1114 مدني بينهم ما لا يقل عن 267 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و194 مواطنة فوق سن الـ 18، استشهدوا في مدينة الرقة، بالإضافة إلى 16 مدني بينهم 3 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في غارات على قرية زور شمر ومنطقة أخرى عند الضفاف الجنوبي لنهر الفرات بريف الرقة الشرقي، كما تسبب القصف الجوي بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف ولإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع، كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة لهذا القصف المكثف.