بيروت - العرب اليوم
في أول حادث من نوعه بعد استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من الرياض، أعلن وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، الجمعة، عن تعرض مواطن سعودي للخطف في لبنان، وربط الوزير اللبناني بين حادث الاختفاء والظرف السياسي بقوله إن الأجهزة الأمنية مستنفرة لمنع استغلال الظرف السياسي.
وتأتي الحادثة في ظل تسخين سياسي حيث يتصاعد التوتر، بين المملكة العربية السعودية وحزب الله بعد إعلان سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة، وأكد المشنوق، عبر حسابه على "تويتر" ونقلته شبكة "سي أن أن" الأميركية، أنه "لن نسمح باستغلال الأزمة السياسية لتعكير الأجواء. فسلامة وأمن مواطني السعودية وجميع الرعايا العرب والأجانب أولوية لسلطات لبنان مؤسساته، والعبث بالأمن والاستقرار خطّ أحمر ممنوع تجاوزه، والأجهزة مستنفرة للحؤول دون استغلال الظرف السياسي".
وتجري سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان اتصالات مكثفة مع السلطات اللبنانية للإفراج عن مواطن سعودي مختطف، وفي السياق نقلت صحيفة سعودية عن مصادر، لم تسمها، أن السفارة السعودية في بيروت تتواصل مع الجهات الأمنية للإفراج عن مواطن اختطفه “حزب الله” اللبناني، مضيفة: "حزب الله يختطف مواطنا سعوديًا ويطالب بفدية للإفراج عنه".
ووفقا للصحيفة فإن الخاطفين حاولوا تسييس قضية المواطن السعودي المختطف بربطها بأزمة استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، التي أعلن عنها أثناء زيارته للسعودية، الأسبوع الماضي، وقالت الصحيفة إن الرياض تسعى للإفراج عن المواطن السعودي دون شروط، في ذات الوقت الذي تتأرجح فيه مطالب الخاطفين بين طلب فدية مالية و”تسليم الحريري”.
وكانت صحيفة “النهار” اللبنانية، قد نقلت عن مصدر أمني، لم تسمه، الجمعة أنه يجري البحث عن رجل سعودي اختفى في منطقة العقيبة، بعد تقديم زوجته بلاغا بذلك، وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن المواطن السعودي المختطف يدعى "علي البشراوي، ومن مواليد 1985".
وقالت إنه "خُطف من منزله في جوار أدما، ليل الخميس، بعد أن تم استدراجه من قبل مجهولين إلى خارج المنزل، ولم يعد حتى الساعة".
وأضافت أن "زوجته السورية الجنسية فصيلة غزير أبلغت صباحًا عن فقدانه، وظهرا تلقت اتصالا من مجهولين يطلبون فدية"، وتابعت بالقول إن “شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تتولى التحقيقات”.
وكانت المملكة العربية السعودية طالبت، الخميس، مواطنيها بمغادرة لبنان في أقرب فرصة وعدم السفر إليه، وهي خطوة اتخذتها أيضا كل من الإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين، وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، في بيان، إنه “بالنظر إلى الأوضاع في الجمهورية اللبنانية، فإن المملكة تطلب من رعاياها الزائرين والمقيمين في لبنان مغادرته في أقرب فرصة ممكنة، كما تنصح المواطنين بعدم السفر إلى لبنان من أي وجهة دولية”.
وكان الأمين لحزب الله اللبناني حسن نصر الله قال، في كلمة له، في وقت سابق من الجمعة، إن سعد الحريري، "محتجز" في المملكة العربية السعودية و"ممنوع" من العودة إلى لبنان، مكررا تصريحاته بأن السعودية أجبرت الحريري على تقديم استقالته، واتهم نصر الله السعودية بأنها "طلبت من إسرائيل ضرب لبنان"، على حد تعبيره.