وحدات حماية الشعب الكردية

نفت «قوات سوريا الديمقراطية»، أول من أمس، تجنيد أطفال، رافضة اتهامات منظمة «هيومان رايتس ووتش» لها، ومتعهدة بمحاسبة مرتكبي «تجاوزات فردية» في حال ثبوتها.

واتّهمت «هيومان رايتس ووتش» الجمعة الماضي «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية بتجنيد أطفال بينهم فتيات من مخيمات النازحين، في مناطق سيطرتها بشمال شرقي سوريا.

وتشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري لـ«قوات سوريا الديمقراطية»؛ التحالف العربي - الكردي المدعوم من الولايات المتحدة.

والأحد الماضي ردت الهيئة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»؛ الذراع السياسية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» على اتهامات «هيومان رايتس ووتش» نافية أي تجنيد ممنهج للأطفال، ومؤكدة إدانتها أي «تجاوزات فردية غير مسؤولة».

وأورد بيان الهيئة التنفيذية: «إننا نقف ضد أي عملية تجنيد للأطفال بغض النظر عن المسوغات أو التبريرات»، مؤكدة أن «ما تم ذكره في البيان الصحافي الصادر عن منظمة (هيومان رايتس ووتش) لا يعدو كونه رصدا لبعض التجاوزات الفردية غير المسؤولة التي لا تشكل منهجية أو استراتيجية عامة يقوم بها (مجلس سوريا الديمقراطية)».

وتابع البيان أن الهيئة التنفيذية تؤكد على «البحث في هذا الادعاء وإعادة الأطفال الذين تم تجنيدهم إلى أسرهم بأقصر فترة ممكنة، في حال إثبات ذلك، مع محاسبة المسبب لمثل هذا التجاوز».
ويُعد تجنيد الأطفال دون سن الـ15 جريمة حرب. كما يحظر القانون الدولي على الجماعات المسلحة غير الحكومية تجنيد أي شخص دون 18 عاما.

واستند تقرير «هيومان رايتس ووتش» إلى مقابلات مع 8 عائلات من 3 مخيمات للنازحين في شمال شرقي سوريا، أفادت جميعها بأن «الوحدات» شجعت الأطفال على الانضمام إلى صفوفها. وفي مقابلة مع المنظمة، قالت والدة طفلة تبلغ 13 عاما: «نحن فقراء، لذا أخبروا ابنتي بأنهم سيقدمون لها المال والملابس». ورغم رفض الوالدة، فإن ابنتها انضمت برضاها إلى «الوحدات»... «ولا تزال مختفية منذ شهر». وأضافت المنظمة: «يزداد الأمر فظاعة عندما يُجنَّد الأطفال من العائلات المستضعفة دون علم أهاليهم أو إخبارهم بمكانهم».

وتسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تتلقى دعما من التحالف الدولي بقيادة واشنطن على مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي سوريا. وكانت الأمم المتحدة ومنظمات دولية اتهمت هذه القوات بتجنيد أطفال في صفوفها، ما دفعها للتعهد بوقف هذه الممارسة.

ونقلت المنظمة عن تقرير للأمم المتحدة أن «الوحدات» الكردية جندت 224 طفلاً العام الماضي بزيادة 5 أضعاف عن 2016. وخاضت «الوحدات» الكردية في عام 2017، معارك متتالية على جبهات عدة ضد تنظيم داعش بدعم من التحالف الدولي. وتفرض «الوحدات» الخدمة الإلزامية في مناطق سيطرتها؛ بدءا من عمر 18 عاما.