بغداد - جعفر النصراوي
وصل رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين، وكان في استقباله في مطار بغداد الدولي نائب رئيس الجمهورية العراقي خضير الخزاعي. وقال مصدر رفيع في وزارة الخارجية العراقية ل العرب اليوم إن "رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد وصل، بعد ظهر اليوم الخميس إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين". واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "زيارة نجاد تتضمن لقاء رئيس الوزراء نوري المالكي وعدد من المسؤولين العراقيين"، مبينا ان "نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي وعدد من المسؤولين العراقيين كانوا في استقبال نجاد في المطار". وكانت الخارجية الإيرانية، أعلنت في الـ16 من يوليو/تموز2013، عن عزم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، القيام بزيارة رسمية إلى العراق، وفيما بين أن الزيارة تأتي لمناقشة التطورات الإقليمية والدولية مع كبار المسؤولين العراقيين، أكدت أنها اتت وفقا لدعوة رسمية من الرئيس العراقي جلال طلباني. ولاتزال المشاكل المتوارثة من حرب السنوات الثماني بين البلدين خلال ثمانيات القرن الماضي عالقة خصوصا قضايا الحدود والممرات المائية، على الرغم من تحسنها في المجالات السياسية والاقتصادية عقب سقوط نظام صدام حسين في عام 2003. وشهدت العلاقات العراقية الإيرانية خلافات كثيرة ترجع إلى عقود من الزمن، ومعظمها تتركز على عائدية شط العرب الذي يصب في الخليج، وكان شاه إيران محمد رضا بهلوي ألغى عام 1969 اتفاقية الحدود المبرمة بين البلدين عام 1937، وطالب آنذاك بأن يكون خط منتصف النهر (التالوك) الحد الفاصل بين البلدين، وفي عام 1972 وقعت اشتباكات عسكرية متقطعة على الحدود، وبعد وساطات عربية وقع البلدان اتفاقية الجزائر سنة 1975، التي يعتبر بموجبها خط منتصف شط العرب هو الحد الفاصل بين إيران والعراق.كما شهد عام 1979 تدهوراً حاداً في العلاقات بين العراق وإيران إثر انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، وألغى رئيس النظام السابق صدام حسين اتفاقية الجزائر في 17 أيلول/سبتمبر 1980، واعتبر كل مياه شط العرب جزءاً من المياه العراقية، وفي 22 أيلول 1980 دخل البلدان حرباً استمرت حتى عام 1988، أسفرت عن سقوط مئات الآلاف بين قتيل وجريح من الطرفين. وخلال التسعينيات استمر العداء بين البلدين في ظل احتضان إيران لبعض قوة المعارضة العراقية وأهمها منظمة بدر التي كانت تمثل الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، فيما كان النظام السابق يقدم الدعم والتسهيلات لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني المتواجدة في العراق. ويتهم سياسيون عراقيون إيران بالوقوف وراء العديد من أعمال العنف التي تنفذ داخل العراق، من خلال دعمها لبعض الجماعات المسلحة، وتجهيزها بالأسلحة والمتفجرات.