بيروت ـ جورج شاهين
رأى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "أنه إذا سارت الأمور على ما هي عليه في ما يتعلق بالنقاش الدائر في المجلس النيابي، وأثمرت جهود دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإنه يمكن التوصل الى إقرار قانون جديد للإنتخابات النيابية"، ولفت ميقاتي خلال إستقباله عميد وأعضاء السلك القنصلي الفخري في لبنان إلى "أنه على الرغم من الحدة الحاصلة في النقاش، هناك تقارب معين في مناقشة موضوع قانون الإنتخاب، وبدأ الحديث يرتفع عن إعتماد مبدأ النسبية". وإذ جدد القول "إن موعد الانتخابات النيابية ثابت وقانون الإنتخاب متحرك"، قال "لم أر أي إشارة من أي من الأطراف المعنية برفض إجراء الانتخابات". وقال: إنني متفائل بمستقبل لبنان، على رغم الظروف الراهنة، لأن من يراجع تاريخ لبنان يعرف أنه أستطاع النهوض على الدوام من كبوته، وأنه يزخر بالكثير من المقومات الطبيعية والإنسانية والاقتصادية التي تبعث على التفاؤل، ناهيك عن الثروة النفطية المتوقعة والتي يمكنها أن تؤمن موارد إضافية وأساسية للإقتصاد اللبناني. وتطرق إلى الملف السوري فقال: لقد كان لبنان، على مر تاريخه الحديث، تحت تأثير الشعاع السوري، وتربطه بسورية علاقات تاريخية وجغرافية وإنسانية، وبما أن سورية تمر بأزمة كبيرة اليوم، فمن الطبيعي أن ينعكس هذا الأمر على لبنان. من هذا المنطلق اتخذنا قرار النأي بالنفس عن الأحداث في سورية، ولكن كلما طالت الأزمة هناك، كلما ازداد النزف في لبنان خصوصاً على الصعيد الاقتصادي وتأثر حركة الترانزيت عبر سورية. من هذا المنطلق مطلوب منا نحن اللبنانيين أن نكون واعين لهذه التحديات ونعمل على تقوية وحدتنا الداخلية ونسعى قدر المستطاع لدرء الانعكاسات السلبية للأزمة السورية على لبنان، وفي هذا الإطار يمكنني القول أن الوضع في لبنان لا يزال مقبولاً على الصعيد الاقتصادي والحركة الاقتصادية بالمقارنة مع أوضاع الدول الأخرى التي تتأثر بالأزمة السورية. وعن موضوع النازحين السوريين إلى لبنان قال: إننا نتطلع ‘لى مؤتمر الكويت الذي سيعقد الأربعاء المقبل للحصول على مساعدات دولية لإغاثة النازحين السوريين، ولكن الأهم في هذا المجال هو معالجة الإنعكاسات الأمنية والصحية والاجتماعية لملف النازحين السوريين. على الصعيد الأمني الأولوية لدينا هي تطبيق القوانين اللبنانية المرعية الإجراء لئلا يشكل النزوح حصانة مجانية للمواطن السوري تخوّله عدم الالتزام بالقوانين اللبنانية، أما على الصعيد الصحي فنحن نتعاون مع منظمة الصحة العالمية لمعالجة الوضع الصحي للنازحين السوريين في أماكن تواجدهم، وعلى الصعيد الاجتماعي هناك عمليات اختلاط تحصل بين النازحين والمواطنين اللبنانيين، وقد تتسبب بمشكلات إجتماعية كبيرة، ونحن نسعى لمعالجتها ودرء إخطارها. وكان الرئيس ميقاتي استقبل قبل ظهر الاثنين في السرايا عميد السلك القنصلي الفخري في لبنان جوزف حبيس على رأس وفد من أعضاء السلك، في زيارة تهنئة بالأعياد. بعد اللقاء أدلى العميد حبيس بتصريح نوّه فيه بسياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة اللبنانية والتي جنبت لبنان الكثير من المشاكل، كما كانت محط ترحيب عربي ودولي، مشيداً بالجهود التي يبذلها الرئيس ميقاتي لإيجاد الحلول للأزمات التي يعانيها لبنان. أضاف: أن الوفد وفي سياق معايدته الرئيس ميقاتي والتمني له وللبنان سنة مباركة، نقل إليه تحيات وتمنيات رؤساء الحكومات التي يمثلون بأن يكون العام الجديد عام خير على الجميع وأن يعم الإزدهار والبحبوحة وتنفرج الأزمات القائمة.إن الوفد ، إذ يقدر حجم الأزمات والظروف التي تواجهها الحكومة اللبنانية والتي يسعى الرئيس ميقاتي جاهداً لحلحلتها، ويثمّن جهوده في هذا المجال، فهو يؤكد مرة جديدة أن السلك القنصلي الفخري في لبنان على أتم الإستعداد لوضع كل إمكاناته وعلاقاته الدولية في تصرف الحكومة اللبنانية ودعمها على هذا الصعيد إنطلاقاً من الإحساس بالمسؤولية المشتركة الملقاة على أكتاف الجميع. وإستقبل الرئيس ميقاتي وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وحالات الطوراىء فاليري آموس وبحث معها في التعاون القائم بين الحكومة اللبنانية والهيئات الدولية لمعالجة ملف النازحين السوريين إلى لبنان . كما إستقبل ميقاتي سفيرة الإتحاد الأوروبي لدى لبنان أنجيلينا ايخهورست التي قالت بعد اللقاء:" كان من المفيد جداً أن ألتقي رئيس مجلس الوزراء، بعد زيارته الى المملكة العربية السعودية ومشاركته في مؤتمر دافوس، وهنأته على جهوده التي يبذلها للحفاظ على الأمن والأستقرار في البلاد، كما بحثنا في أوضاع اللاجئين في لبنان، خاصة وأن العدد وصل إلى 215 ألف لاجىء وهم في حاجة للمساعدة، وسيقدم الإتحاد الأوروبي المزيد من المساعدات لهم. كما إطلعنا من دولة الرئيس على التحضيرات الجارية للإنتخابات النيابية التي ستجري في لبنان في التاسع من حزيران المقبل. وإستقبل ايضًا الرئيس ميقاتي سفير فرنسا لدى لبنان باتريس باولي، واستعرض معه آفاق العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة. بعد اللقاء رد السفير باولي على سؤال يتعلق بموضوع عدم إطلاق المواطن اللبناني جورج عبد الله من السجون الفرنسية والاحتجاجات على ذلك فقال : أتوقع المزيد من الإحتجاجات ولكل شخص الحق في التظاهر والتعبير ضمن إحترامه للقانون وللهيئات الديبلوماسية. لن أضيف أي شيء اليوم، لأن الناطق بإسم الخارجية كان قد أعلن، في الخامس والعشرين من هذا الشهر، كل شيء يتعلق بالإجراءات القضائية. وإستقبل الرئيس ميقاتي وفداً فلسطينياً برئاسة وزير الأوقاف الفلسطيني في غزة الدكتور إسماعيل رضوان الذي قال بعد اللقاء:" نقلنا إلى الرئيس ميقاتي تحيات رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية ورسالة تأكيد على عمق العلاقة بين الشعبين، وشكر لبنان حكومة وشعباً ورئاسة على إستضافتهم للشعب الفلسطيني، كما وجهنا للرئيس ميقاتي دعوة رسمية لزيارة قطاع غزة ، وشكرناه على حسن الإستضافة للشعب الفلسطيني وهي استضافة مؤقتة، وأكدنا تمسكنا بحق العودة، وهو حق مقدس ونحن نعمل لتحقيق هذا الحق. كما أكدنا على ضرورة أن يحظى الشعب الفلسطيني داخل المخيمات اللبنانية، لا سيما في مخيم نهر البارد بالإهتمام اللازم من أجل حياة كريمة، وضرورة إعادة إعمار المخيم ورفع الحالة الأمنية في هذه المحطة المؤقتة والوجود المؤقت ريثما يعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه، كما عرضنا لوضع النازحين الفلسطينيين من المخيمات السورية إلى لبنان وضرورة تسهيل عبورهم ومكوثهم وتقديم الدعم الإنساني وإيجاد مراكز الإيواء لهم، وضرورة قيام "الأونروا" بمسؤولياتها تجاه النازحين من المخيمات السورية، وحث المانحين في اجتماعهم نهاية الشهر الحالي في الكويت لتقديم المساعدات العاجلة لهؤلاء النازحين. وقال: أكدنا أيضا التزامنا بالمصالحة الوطنية الفلسطينية، ونحن نعيش هذه الأجواء حيث سيتم البدء في مشاورات تشكيل الحكومة وعمل لجنة الإنتخابات الأربعاء المقبل بعد أن إجتمعت لجنة المصالحة بالأمس وستجتمع أيضا لجنة الحريات، كما أن منظمة التحرير الفلسطينية ستجتمع في التاسع من شباط المقبل. ايضا أكدنا التزامنا الكامل بالمصالحة ونحن حريصون على إستعادة الوحدة وتحقيق المصالحة، كما أكدنا ضرورة مواجهة العدوان الصهيوني والحكومة الصهيونية القادمة بإستراتيجية عربية فلسطينية إسلامية لمواجهة هذا العدوان وتلك التحديات، وضرورة إستعادة هذه الوحدة وصولاً إلى عودة شعبنا الى أرضه وتحقيق هذا الحلم والحق. وجددنا التأكيد على تمسكنا بحق العودة وإطلاق سراح كافة المعتقلين وتحرير القدس وفلسطين كاملة من دون التنازل عن أي شبر من هذه الأرض المباركة.