الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
قابلت غالب التيارات السودانية، مبادرة مرشح الرئاسة السودانية السابق الدكتور كامل إدريس للجمع بين أطراف الأزمة السياسية في السودان بارتياح واضح، حيث استطاع إدريس، الأيام الفائتة، الجمع بين رئيس الوزراء السوداني السابق، رئيس (حزب الأمة) الصادق المهدي، وزعيم حزب (المؤتمر الشعبي) الدكتور حسن الترابي، في خطوة تمهيدية للجمع بين الرئيس البشير والدكتور حسن الترابي. وقال إدريس "إن الترابي والمهدي تحدثا في اللقاء بلغة الكبار، وانتهى اجتماعهما إلى ضرورة التركيز على رؤية قومية شاملة لإحداث مشروع وطني يعبر بالسودان إلى الأمام". وأبدى كامل إدريس استعداده للمضي قدمًا في مبادرته للجمع بين الرئيس البشير والدكتور حسن الترابي، ليفتح بهذا الإعلان الباب مجددًا للأسئلة والأماني، فالانقسام الشهير الذي ضرب جسد الحركة الإسلامية، في العام 1999م، لم يتعافَ منه السودان بعدُ، وألقى بظلاله على استقرار السودان". وفي تعليق له، يقول مستشار الرئيس السوداني السابق المهندس عبد الله علي مسار "إن مثل هذه المبادرات مهمة في ظل الظروف التي تحيط بالسودان أمنيا وسياسيًا". وأوضح مسار في تصريحات إلى "العرب اليوم" أن "حسن الترابي يملك ثاثيرًا خاصة على حركة (العدل والمساوة) التي تقود صراعًا مسلحًا ضد الحكومة في دارفور"، مضيفًا أن "الحركة كُوّنت في أعقاب الانقسام الشهير بين الترابي والبشير، وكان قائدها الراحل خليل إبراهيم من المقربين للترابي، وكذا الحال لشقيقه جبريل إبراهيم". وقال مسار "في اعتقادي أن علاقةً ما تجمع الحركة وحزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الترابي"، مضيفًا أن "مخطط استهداف السودان لن يستثني أحدًا، ولذلك لا بد أن تدرك الأطراف السياسية جميعها هذه الحقيقة، وحجم التحدي، وتتفق على حد أدنى من التوافق الوطني، لتُجنِّبَ البلادَ متاعبَ إضافية تجد في مناخ الانقسام أرضية للتمدد". وأكد مسار أن "حركة العدل والمساواة تتبنى في شعاراتها قضايا قومية، لكنها تتخذ من قضايا دارفور مدخلاً لتلك القضايا، بهدف الحصول على تأييد لها". واختتم بأن "الترابي لديه اعتقاد بأن أهل دارفور رقم مهم في مساندة ونجاح الثورات، ولذلك إن نجح اللقاء بين البشير والترابي فإن اختراقًا لصالح التسوية سيحدث من دون شك". من ناحيته، يقول عضو المكتب السياسي لحزب الأمة الدكتور حسن إمام "إن حزب الأمة يشدد على أن الظرف العام في السودان يفرض على كل إنسان حصيف أن يوسع عقله وصدره من أجل تجاوز المرحلة الحالية التي نصفها بالعصيبة، ولا أحد يستطيع وحده تجاوزها، ولذلك وتفهمًا من حزب الأمة لهذا الحقيقة يأتي طرحه مبادرة أساسها التوافق بين الجميع، وضمن مبادرته هذه فقد التقى الحزب كل الأحزاب السياسية والحركات المسلحة والمجتمع الدولي، ومنظمات المجتمع المدني، باعتبارهم أصحاب الشان السوداني، وبهذا الفهم فإن لقاء الترابي والصادق المهدي لقاءٌ طبيعيٌ"، موضحًا في حديثه إلى "العرب اليوم" أن "مبادرة كامل إدريس تقع في سياق البحث عن إجماع السودانيين". وأضاف الدكتور حسن إمام أن "الحديث عن لقاء بين الترابي والبشير أمنية، في سياق إيجاد أرضية للتوافق بين أهل السودان، فالبشير يمثل الحكومة والترابي زعيم حزب أساسي، ولكل موقفه المعلن والواضح، وأي لقاء بينهما هو لقاء للتقارب، في اتجاه تصحيح الوضع الآني، الذي هو في الأساس غير مقبول لكليهما". لاحقًا، تحدث "العرب اليوم" إلى نائب رئيس حزب "المؤتمر الشعبي" إبراهيم السنوسي، الذي حمَّل الحكومة والنظام مسؤولية المزالق التي وصلت إليها البلاد نتيجة إخفاقاتهما السياسية والأمنية والاقتصادية، مضيفًا أن "الحكومة هي التي تبادر لرفع الخطر عن البلاد، وأن المعارضة ليس في يدها شيء تفعله"، مشيرًا إلى أن "الحكومة تبحث عن طرق لمعاقبة المعارضة على خلفية توقيعها ميثاق (الفجر الجديد) في كمبالا، فالقرار في يد الرئيس البشير وحده". وطالب نائب الترابي بـ "تكوين حكومة انتقالية، ووضع دستور انتقالي"، مؤكدًا أن "بقاء الحكم الحالي يعني بقاء مشكلات البلاد على حالها"، مستبعدًا أن تثمر اللقاءات الثنائية عن حلول لقضايا السودان المتشعبة.